من الطبيعي أن يسعى المرء دوماً لتحقيق مصالحه الخاصة ولكن لا ينبغي أن تكون هذه الرغبة على حساب المصلحة العامة إذ على الموظف الإداري مسئولية تجاه المواطنين والموظف العامل في المؤسسة التي يديرها بشكل خاص بحيث يحافظ على حقوقه ويصون كرامته قبل أن يوفر لنفسه الأسباب والوسائل التي تؤدي إلى تحقيق تلك رغباته وطموحاته التي يسعى إليها كل إنسان أو كل موظف وقد يتصور البعض أو يحلو له أن يجعل منصبه الإداري أو مركزه الوظيفي سبيلاً لهضم حقوق الآخرين والاستعلاء عليهم ومعروف أن هذا المنصب لا يدوم وأن هذا السلوك نهايته الفشل لأنه يفتقر إلى شرط أساسي للنهوض بالإدارة وتقدمها وهي التواضع والمشورة ويتعارض مع ما يسعى إليه الموظف الإداري الناجح وهو كسب قلوب الناس ونيل ثقتهم ولا يعني هذا أننا نحذر من شغل المناصب العليا والترقي ولكن المطلوب ممارسة الإدارة بطرق صحيحة وبسلم العدالة وعدم التكبر على الآخرين إذ أن التواضع ولين الجانب والمحافظة على حقوق الغير العامة والخاصة تعتبر من أهم وسائل النجاح للعمل الإداري وليس كما يتوهم البعض أو يتخيل أن هذا خاص وموجه لذوي المناصب العليا دون غيرهم أو لفئة معينة من الموظفين.
وهنا نذكر فنقول أنت مسئول إداري ما دمت موظفا ولا اعتبار لمنصبك لأن الأمانة واحدة والمسئولية واحدة تجاه الأمة والشعب ولا فرق بين المدير والموظف العادي عند المسئولية ولكن كل حسب صلاحياته والمهام الموكلة إليه ولا فرق بين سلم الوظائف وإنما العبرة هي في كون المرء عندما يشغل منصبا يسمح له بأن يدير أمراً من الأمور الإدارية فيحرص علي أن يحقق من خلالها النفع وليس الأضرار بالآخرين .
وأحب أن أنتهز هذه الفرصة لأتوجه بالنصح للموظف المسؤول والعامل على حد سواء مهما كانت مرتبته أو درجته الوظيفية أن يتحلى بالحلم والنبل والتواضع ولا تأخذه العزة بالإثم مستغلاً منصبه لأن التسلط والاستعلاء وإهدار الحقوق تسبب الكراهية والتنافر والعداوة وعدم الانصياع للأوامر إلا بالإكراه وعليه تضيع الحقوق وتتحول المسألة إلى الفوضى والمحسوبية إلي جانب ما يخلقه من التباغض والشقاق والتربص وعدم الاستقرار المؤسسي.

فارح وابري وعيس