غداً الشعب الجيبوتي على مشارف إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة في موعدها المحدد، وهي استحقاق ديمقراطي للشعب ملزمة الدولة بإجرائه لأن تطورات الحياة السياسية منذ أكثر من عقد أكدت بما لا يدع مجالاً للشك بأن طلب تأجيل هذه الانتخابات الرئاسية من قبل الحزبين – الوطني الديمقراطي والجيبوتي للتنمية والتي تم الإعداد لها منذ وقت طويل ماهي إلا ذرائع لتشويه الحقائق وتدابير فاشلة لخيبة أملهما وهروبا من الخسارة في الانتخابات الرئاسية القادمة بسبب افتقارهما إلى برنامج سياسي وافتقادهما للمصداقية ، ونتيجة للهث هذه القوى وراء تحقيق مصالحها الذاتية والأنانية على حساب المصلحة العليا لجيبوتي فقد ظلت ولا تزال هذه القوى تراهن على إسقاط حصيلة التقدم والازدهار ومكاسب الشعب، ولفقدانها مصالحها في السلطة وهي تعيش خوفاً على هذه المصالح حاضراً ومستقبلاً وعاجزة كلياً عن قراءة المستقبل المشرق لجيبوتي على المدى المنظور والبعيد ولا يمكن أن تكون هذه القوى جزءً من هذا المستقبل قريباً وبعيداً لأنها وجدت عبر تبنيها وتمثلها ثقافة المؤامرة وتخطيطها السري والذي تروج له إعلامياً وفي مقدمتها وأهمها على الإطلاق معاداة المعاداة الشخصية لرئيس الجمهورية والسيدة الأولي .
إن المؤشرات الكبيرة والواضحة على وجود مخطط تعطيل الحوار واندفاع قوي التحالف العدائي ضد مصالح البلاد قد أظهرت بتشكيل انفصالي.
فإن القيادة السياسية الحكيمة لوطننا ممثلة بفخامة الأخ إسماعيل عمر جيله رئيس الجمهورية ومن خلفه كل الشرفاء والصادقين والمحبين والمعتزين بوطنهم يعون بكل عمق لعبة هذين الحزبين، لذلك نشيد بقرار الأحزاب المنضوية في الاتحاد من أجل الأغلبية الرئاسية، في إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها رغم استمرار محاولات تعطيلها وهناك دلالات واضحة وستتجلي بشكل أكبر خلال الفترة القريبة القادمة بنجاح تام لفخامة الأخ إسماعيل عمر جيله بدعم ومساندة ومؤازرة وتأييد مطلق من قبل الغالبية العظمى من أبناء الشعب الجيبوتي كون فخامته هو الوحيد من أبناء الوطن المدرك لحجم وكبر قضية جيبوتي وأبناء الشعب يعون أن جيبوتي قضية كبيرة وطنياً وعالمياً وفخامته هو الملم بتفاصيلها الدقيقة المرهقة والمتعبة فهو يتحمل العناء من أجل مستقبل كبير للوطن لتنعم فيه أجيالنا القادمة والمتعاقبة التي سيظل فخامة الرئيس قائدها التاريخي وصانع تحولاته بإنجازاته وتخطيطه للمستقبل القريب والبعيد المرتكز على مكونات الهوية التاريخية والحضارية والدور الإنساني العظيم والكبير لجيبوتي وهذا لا يعني قفزنا على بعض المعطيات السلبية في واقعنا الجيبوتي أو التحديات العديدة التي يواجهها وطننا أو الإختلالات في الأداء العام لإدارة الشأن المجتمعي لكنا نربط كل ذلك ونتعامل مع هذه المعطيات والتحديات من خلال ارتباط ووعي جيبوتي بذاتها والمجتمع الدولي والإنساني وكيف يدار هذا العام ومن هي القوى الحقيقية التي تحكمه وتتحكم فيه وعبر أي مجالات تقرأ جيبوتي تطورات الواقع الدولي بمنظور علاقته الوطيدة فيه والتأثيرات والمؤثرات التبادلية بينها وتصدر جيبوتي قراءات إستشرافية وتأملية للمسارات المستقبلية للواقع الدولي قبل أن يفكر بها جدياً وتخطط لتنفيذها على المدى المنظور والبعيد تلك القوى الحقيقية وخاصة ما يتصل ويتعلق بواقع ودور ومكانة جيبوتي حاضراً ومستقبلاً .
إنه مع اقتراب شعبنا من موعد إجراء الانتخابات الرئاسية فإن وطننا يمر بمرحلة هامة واستثنائية ستؤسس للانجازات والتطورات التغييرية الكبيرة المرتقبة لولوج عهد تاريخي جديد بنظام سياسي جديد ومشروع وطني جديد ومتجدد واستراتيجيات جديدة ومن خلال جيل وطني جديد في وعيه لذاته وثقافته الوطنية بآفاقها القومية والإنسانية وهو جيل ينتمي لمدرسة الرئيس إسماعيل عمر جيله ويحمل رؤى جديدة لقضايا الوطن وارتباطها وعلاقتها بالمصالح الدولية وهو جيل سيقود البلاد ولذلك أرى من خلال علاقتي بواقعي كمواطن جيبوتي واجتهادي في قراءة المشهد السياسي الراهن فيه أن الانتخابات الرئاسية القادمة لن تكون مجرد انتخابات مماثلة بخصائصها وسماتها لدورات انتخابية سابقة بل إن هذه الانتخابات هي جزء من منظومة آليات التغيير المنشود في هذه المرحلة الذي سيقودها فخامة الأخ الرئيس وينتصر فيه فخامته كعادته لتطلعات وأماني الشعب لأن المرحلة مرحلة الشعب والزمن زمن الشعب وخلف هذا الشعار فلسفة وطنية وإنسانية عميقة ستسهم بشكل كبير في صياغة واقع جيبوتي القوى والريادي والقيادي المتطور والمزدهر ولذلك استنفدت كل الفرص والمحاولات الصادقة لكي تتخلص بعض القوى السياسية المعارضة والمعادية للوطن من مشاريعها الصغيرة وعن رهاناتها الخاسرة وتعترف بحساباتها الخاطئة وأمام كل هذا فإن معطيات الواقع والضرورة الملحة للتغيير قد فرضت حتمية الخيار الوطني في إجراء التعديلات الدستورية وتحقيق الإصلاحات الكبيرة المطلوبة وطنياً وفقاً للمسار الوطني السليم والصائب والوحيد الذي يقوده فخامة الرئيس من أجل جيبوتي الجديدة حاضراً ومستقبلاً والوقت لم يعد يساعد أو يتيح أي فرصة لهامش المناورات والمراوغات والتحايل والمماطلة والتسويق بقضية الانتخابات الرئاسية وقضايا التغيير المنشود في هذه المرحلة ووحده فخامة الرئيس القادر على خوض هذا التحدي وتحقيق الانتصار الكبير للوطن، كما خاض تحدي إقامة فعاليات التغيير وغيرها من التحديات وتحقيق الانتصارات المتوالية للوطن منذ أكثر من عقد، ورغم معاناة الوطن من أذى قوى المشاريع الصغيرة والأنانية الانتهازية فإن المستقبل المشرق الوضاء لجيبوتي مستقبل الجيل الجديد والأجيال القادمة لا يحتاج هذه القوى حاضراً ومستقبلاً فقد انتهى دورها وأفلست وتضخمت وغدت متبلدة وفاقدة الرؤية الصحيحة للمستقبل الذي وضعت القواعد المتينة وهيأت الأرضية الصلبة للبناء عليه في الماضي القريب والحاضر هو التيار الوطني النظيف بثقافته والمخلص لمبادئه وقيمه والتمسك بأهدافه الكبرى رغم ما تعرض له خلال المراحل السابقة من كل صنوف المؤامرات العدائية لأضعاف وتغييب دوره الفاعل ولهذا فإن التغيير المنشود في هذه المرحلة بحاجة إلى استنهاض هذا التيار الوطني بجيله الجديد الذي يتقاطع ويختلف تفكيره ورؤيته تجاه الحاضر والمستقبل عن التفكير والرؤى التقليدية لتلك القوى المتباينة حول خيار مستقبل جيبوتي وبذلك فإنه لم يعد أمام المعارضة وخاصة الحزب الوطني الديمقراطي والتغييرات السياسية غير الشرعية سواء حراك انفصالي يشعر أنه سيفقد مصالحه الذاتية وأنه إذا ظل ذلك الحزب الانتهازي النفوذي الداعم له بشعار قبلي أو إستقوائه عليها وبحساباته الخاطئة ورهاناته الخاسرة فإن الانتخابات الرئاسية ستجري في موعدها وبنجاح منقطع النظير وسينتصر الشعب للتغير وبعدها لن يبقى أي وجود أو فعل مؤثر للمعارضة في الحياة السياسية أو المشهد السياسي ومن يدور في فلكها لأن انتخابات التغيير ستؤدي إلى تغيير النظام السياسي وبروز خارطة سياسية جديدة ليس لها علاقة بما قبلها وإنما بالمستقبل المنشود والأفضل فأبناء جيبوتي يهمهم تحقيق الأهداف والغايات الكبرى لوطنهم الكبير وليس ديمومة شكل النظام السياسي والأدوات السياسية العاجزة عن التعبير عن تطلعات الجماهير والإخلاص والإيمان بقضاياها بل أن شكل النظام السياسي في أي مرحلة تفرضه المسارات الوطنية السليمة لتحقيق الأهداف الكبرى للوطن والانتصار لمصلحة الشعب من منظور وطني عميق أبعاد دولية وإنسانية أكثر عمقاً عن دور جيبوتي حاضراً ومستقبلاً فلا قلق أو خوف على جيبوتي فإنها تحرسها عناية الله عز وجل وكل أبناءها يثقون كل الثقة في قائدهم الرئيس الذي خبره الشعب متى وفي أي وقت يتخذ القرارات الوطنية الكبرى والمصيرية قبيل ولوج التحولات الوطنية النوعية والعظيمة ولاشك أن واقعنا الراهن على موعد قريب مع مثل هذه القرارات الوطنية التي تمليها ظروف المرحلة وضرورات ولوج العهد الجديد والنظام السياسي الجديد.
عبد الرحمن حسن رياله