معروف أن المواطنة بقتضياتها العصرية تفرض استحقاقات مختلفة تنسجم مع حاجة الناس في الوقت الحاضر إلى منظومة من المبادئ الأخلاقية والسلوكية لمواكبة متطلبات العصر والعولمة وهذه القيم الجديدة تقنن ما على المواطن من واجبات تجاه وطنه وبلده ومن بين هذه الواجبات المهمة مسألة دفع الضريبة ولعل مفهوم الضريبة واضح عند كثير من المواطنين ولكننا نتطرق لها في هذه العجالة بغية تصحيح المفاهيم لدي من يعتقد أن الضريبة إنما تجب على التجار ورجال الأعمال فقط وهذا فهم خاطئ إذ المفهوم الضريبي أوسع وأشمل من أن يكون مجرد دفع قيمة مالية مقابل معاملة تجارية وإنما هي واجب وطني يؤديه المواطن كل من موقعه وبحسب نشاطه ودوره في عملية البناء للوطن إذ لا فائدة ترجي من مواطن يعزف عن دفع المستحقات الوطنية والضريبة على وجه الخصوص فكم نرى من تجار ورجال أعمال وأصحاب عقارات يستخفون بهذا الواجب الوطني ويتهربون عن دفع الضريبة من خلال تضليل رجال الجمارك بأساليب وحيل مختلفة وهذه خيانة وطنية بكل المقاييس إذ أن الخيانة ليست مقصورة علي المجال السياسي فقط فعلى التجار ورجال الأعمال أن يتقوا الله ولا يخونوا وطنهم كما أن على رجال الجمارك المباشر وغير المباشر أن يؤدوا واجبهم علي أكمل وجه وبكل مسؤولية وأخلاق ويعتبر التضليل والخداع وعدم كشف حقيقة محتوى البضاعة جريمة مالية يعاقب عليها القانون الوطني لأنه يتعارض مع متطلبات تحقيق الإنجازات الوطنية ويعوق الجهود المبذولة لدفع عجلة النمو الاقتصادي للبلاد ولا يمكن الاستهانة بهذه القضية الأخلاقية لأنها تعبر عن مدى التزام المواطن بأداء واجباته الوطنية وهي عنوان للانتماء الوطني وعدم دفع الضريبة يعني بمثابة العمل عالي الحاق أضرار بالبنية التحية للبلاد وإخلال الموازنة المالية وخيانة كبيرة للوطن العزيز .
فارح وابر وعيس