معروف أن شهر رمضان المبارك شهر القرآن والاستقامة في العبادات وفيه فوائد وفضائل لا يمكن حصرها هنا وإنما نركز علي بعض الجوانب السلوكية للمؤمن الصائم وكيف ترتقي سلوكه بالصوم وتسمو نفسه من خلال النفحات الرمضانية ويعيش المسلم الصائم لحظات إيمانية سعيدة طال انتظارها والمؤمن الفطن وذوى البصيرة يستعد لاستقبال هذه اللحظة والاستفادة منها ويغتنم المؤمن الكيس هذه الفرصة السانحة بالرجوع والتوبة ومضاعفة الجهود في العبادات والطاعات ويسعى جاهداً لتحقيق أكبر قدر ممكن من النقاط والدرجات بهذا الامتحان النفسي والسلوكي لهدف الفوز بالجنة والنجاة من النار ، ولرمضان فوائد كثيرة أهمها:
- رفع سلوك الصائم وصقلها من الذنوب والمعاصي والفضل كله يعود لله سبحانه حيث تصفد الشياطين وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران فيسهل للمؤمن ممارسة العبادة والطاعات فترى المساجد تعج بالمصلين من الشباب والشيوخ وهذا ناتج عن السمو الروحي وصفاء القلب الذي يحدثه رمضان في سلوك الصائم وكانت سلوكه قبل رمضان حبيبة للهوى والنفس والشيطان.
- ويكتسب المرء في رمضان الإخلاص والانضباط إذ لا يتصور مراقبة المرء بتركه للأكل والشرب وبقية المفطرات لأنه سلوك خفي وبهذا السبب تولى الله سبحانه وتعالى بنفسه مكافأة الصائم بنص الحديث "فإنه لي وأنا أجزي به" مع أن ثواب العبادات كلها من الله
- ويعتبر الصوم مدرسة نموذجية تخرج أجيالاً وتعود الناس على الصبر بالطاعات والتحمل ويكتشف الصائم أن هناك آخرون محرومون بهذه النعم طيلة الأشهر الأخرى لأسباب أو أخر ويدرك الهدف للغاية بالامتناع عن الأمور المباحة له، والصوم مدرسة الصبر باتفاق العلماء والعقلاء على وجه الأرض، ونتلقى من هذه المدرسة بدروس وعبر عديدة فيرى أقوام أنهكها الجوع والعطش دون أن يرتكبوا أية جريمة وليس بينهم وبين الله عداوة بقدر ما تكون بصورة امتحان واختبار لصبرهم على المشقة والابتلاء.
- لابد أن ندرك أن الصوم ليس شكلاً وإنما هو سلوك ومضمون والتزام بالأوامر الربانية وإظهار العبودية لله لأننا كلنا فقراء إلى الله سبحانه وتعالى.
- ويعتبر الضمير سيد الموقف وهو الحكم الحقيقي بهذه الحالة.
- ومن فوائد رمضان الصحية هو أسلوب ناجح لخفض الوزن الفائض والتخلص من السمنة وصفاء العقل، والسمو الروحي والطمأنينة النفسية وراحة البال كل هذه وغيرها كثير من الفوائد الرمضانية.
فارح وابري وعيس