هناك أسئلة عديدة تطرح نفسها حول التغيرات السياسية الملموسة التي تشهدها الصومال تتعلق بما جد في الصومال من أحداث و التغيرات التي طرأت علي هدا البلد الذي أصبح معقلا للحروب الأهلية والعصابات المسلحة التي تدار من خارج البلاد في ظل غياب الحكومة المركزية والنظام منذ أكثر من عقدين من الزمن وهل بمقدور هذه التغيرات أن تسدل الستار علي الأزمة المزمنة وتفتح صفحة جديدة قد توحد الأمة وتنسيها ماضيها المريع ؟ تتضارب الآراء والرؤى حول هذه المسائل في أوساط المجتمع الصومالي وغيره من المجتمعات في العالم , وأهم تلك المسائل ما الذي يحرك الأحداث الأخيرة ومن أين تنبثق هذه التغيرات؟الحقيقة هي أن الصومال جزء لا يتجزأ عن العالم العربي و أن رياح التغيير التي اجتاحت لاشك أنها امتدت إليه بصورة أو بأخرى وأن التغيرات الجارية في هذا البلد قد تزامنت مع هذه الثورات العربية وبشكل خاص مع اندلاع الاحتجاجات المناهضة للعقيد القذافي ونظامه في ليبيا مطلع العام الجاري ظهرت هذه التغيرات في الساحة السياسية الصومالية حيث تغيرت التوازنات لصالح أحد الأطراف المتصارعة وبدأت حركة الشباب تضعف يوما بعد يوم وأن انسحابها الأخير من مدينة مقدشو إن دل على شيء إنما يدل على أنها خسرت حليفها الأكبر معمر القذافي وسقوطه يعني سقوط هذه الحركة ونهاية دعمه لها علما بأن يد القذافي لم تكتفي فقط بالصومال بل امتدت إلى بلدان أخرى و لم تسلم جيبوتي من السياسات الخرقاء لهذا الرجل عندما وقف ضد قرار صادر من مجلس الأمن لصالح جيبوتي ما أثار حفيظة كل الشعوب العربية وبالذات الشعب جيبوتي الذي استاء بشدة من هذا الموقف الليبي في ذالك الوقت .ومن المؤمل أن تسدل هذه التغيرات الستار علي العوامل المغذية للحروب والصراعات والتدخلات الخارجية وكافة المنزلقات السابقة طيلة السنوات الماضية - بإذن الله الكريم – وها نحن نرى اليوم بأم أعيننا ثمار تلك التغيرات علي أرض الواقع وكانت زيارة الرئيس جيبوتي السيد إسماعيل عمر جيله لمدينة مقديشو دعما لهذا التطور وتأكيدا علي هذه الحقيقة والتي كانت رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن الصومال يشهد تغييرا حقيقيا ومقبلا علي مرحلة جديدة وكذالك زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردقان - حفيد العثمانيين واللاعب الأساسي في الملعب العالمي للسياسة - لهذا البلد تأكيد اعلي أنه لم هناك أي مبرر ولا مجال لأن يبقي الصومال منسيا من قبل العالم وقبل ذلك عربيا بعد أن عاني هذا البلد العربي مهملا من قبل جامعة الدول العربية التي قلما تعاملت الصومال كعضو أساسي في الجامعة لأسباب غير معروفة.
في الختام نحن نثمن الجهود التي تقوم بها الحكومة الانتقالية الحالية لإحلال السلام في البلد من خلال نشر الوعي والمحبة والسلام عبر التلفزيون القومي الذي أطلقته قريبا, ويمكن القول أن هذه الحكومة أفضل بكثير من نظيراتها السابقة لاحتوائها كوادر متعلمة ومؤهلة وخلوها من الرموز الذين تورطوا في إبادة الأمة إبان الحروب الأهلية. ونتطلع للمزيد من التحسينات في المستقبل القريب إن شاء الله.

ميرنه روبله جيدي(BBC)
جامعة صنعاء-كلية اللغات