من المسلمات التي لا مراء فيها أن الشباب وبشكل خاص الطلاب في مختلف المراحل التعليمية هم أغلى ثروة بشرية نملكها به لأنهم رصيد الأمة وبطاقتها الرابحة للعبور نحو مستقبلهم المشرق وعليه لا يكفي أن نحيطهم بالأماني والدعوات الصالحات ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن نتورط في أعمال تعرض حياتهم للخطر ومن نافلة القول ضرورة عدم التقصير في حقوقهم م والمسؤولية تجاه هذه القضية موزعة علي غير طرف واحد ومن أوجب واجبات المدرس في هذا السياق هو أن يغرس في أذهانهم روح المواطنة وحب الوطن ويعدهم لتحمل المسئولية في المستقبل ولعل المرجعية الحاكمة لهذه المسألة هي إعمال الضمير والمراقبة الذاتية وحينئذ لا يبقي أمام المدرس مجال للتهاون أو الاستهتار من الغياب عن حصته أو التهاون مع تخلف الطالب عن موعده ولا تستخف الإدارة بمسئوليتها وإنما يكون المدرس قدوة حسنة بأخلاقه وتصرفاته وجميع سلوكياته وبما أن هذه المسئولية مسئولية مشتركة بين المدرس وإدارة المدرسة يهمنا أن شير هنا إلي بعض ما يجب على إدارة المدرسة بحكم كونها مؤسسة تربوية تشرف على سير عملية التدريس والحضور والغياب للطلاب والمدرسين على حد سواء.وهي علي النحو التالي
1- إيجاد جو مناسب يمكن لكل جهة أن تقوم بمسئولياتها بطريقة صحيحة وسليمة من الطلاب والمدرسين.
2- أن تكون المدرسة نموذجية تفتح آفاق مستقبلية وتشحن الهمم والطموحات للمدرسين والطلاب.
3- أن تكون إدارة المدرسة قادرة علي معالجة القضايا الطارئة والعاجلة بشكل جيد والبحث عن الحلول المناسبة والخيارات البديلة.
4- إعداد وتجهيز المكتبة المدرسية للقراءة والاطلاع وخاصة عند غياب أي مدرس
5- ضرورة وجود أنشطة وبرامج ثقافية ورياضية وترفيهية لملأ أوقات الفراغ عند الطالب
وأما إذا لم يتم إيلاء هذه المسأة الأهمية والعناية الكافية وترك الحبل علي الغارب واستمر المدرس الغائب في التخلى عن مسئولياته كاملة وضرب بها عرض الحائط كما أن غيابه تسبب بخلق مشاكل إدارية جمة وأخلاقية عديدة حيث جعل الإدارة تتصرف بغير صواب وقصرت في حق التلاميذ وحمايتهم بموجب قانون المدرسة في وقت يعتقد الآباء وأولياء الأمور أن أبناءهم في حضانة المدرسة ورعايتها وحفظها وفي هذه الحالة يفاجئ الآباء في نهاية الدوام أن أبناءهم لم يكونوا في المدرسة طيلة اليوم مما يثير غضبهم نحو المدرسة والقائمين عليها بسبب المدرس الغائب المستهتر بمسئولياته نحو الطلاب والمدرسة والمهمل في عمله اليومي وعليه لا نري بدا من التنبيه إلي بعض الجوانب السلبية المترتبة علي هذا الموقف.
أ- عدم توفير الحماية والأمان الكافي للطلاب من خطر الخروج والتسكع في الشوارع والتراشق بالحجارة تلك الظاهرة التي لا تتناسب مع رسالة المدرسة التربوية والعملية والتوجيهية، كما لا تتناسب مع طموحات الآباء والأمهات تجاه أبناءهم وفلذات أكبادهم.
بـ - إن هذه الحالة تسبب اليأس وعدم الثقة في المدرسة كما تساعد علي التسيب من المدرسة.
جـ - عدم توفير المدرس البديل واتخاذ قرار إخراج الطالب من الفصل، كما أن على المدرس عموماً بعض الواجبات الضرورية واللازمة منها على سبيل المثال:-
1- الحضور المبكر.
2- الإعداد الجيد قبل الحضور.
3- أن يكون قدروة حسنة في الأخلاق والسلوك.
4- الإخلاص والمسئولية والحرص والاحترافية في المهنة.
5- ضبط جدول الأعمال والدقة بالمواعيد المدرسية.
6- تحقيق المكتسبات الوطنية وغرس الأفكار النيرة عند الطلاب.

فارح وابري وعيس