بعد عودة المدرس الغائب واستئناف عمله الروتيني يواجه مشكلة تحدث في كل الفصول وتواجه لكل معلم ومدرس وهي مشكلة الطالب المشاغب فيحاول المدرس يائساً إنهاء حالة الشغب والسيطرة علي الفصل عن طريق القوة والتهديد والضرب مما جعل المشكلة تتفاقم ومعروف أن دور المدرس ليس مجرد الحضور والغياب وإلقاء الدروس وحشو أذهان الطلاب بالمعلومات العامة على ولا رشقهم بوابل من الأسئلة الصعبة ولا بالسيطرة علي الموقف بالقوة والضرب والتهديد ولكن دور المدرس أوسع وأشمل وأعمق بكثير صحيح أن السابق الذكر من صميم عمله ولكن مهام المدرس هي تكوين وإنشاء جيل كفء وجاد في عمله صادق مع نفسه يحترم الآخرين ويخدم وطنه وينفع أهله وذويه انطلاقاً وتحقيق المبادئ الهادفة لوزارة التربية والتعليم لأن بناء عقل الإنسان هو الهم الشاغل للقيادة السياسية في البلد والمتعلمين والمثقفين على حد سواء، إن طريقة معالجة المشاكل المدرسية والتربوية والتي تحدث في الفصول والإحاطة بسبل وأساليب المواجهة لها لا تقل أهمية عن المستوى التعليمي والأكاديمي للمدرس باعتبارها موقفاً يتسم بالتعقيد والحساسية ويتطلب الكفاءة والحكمة والحنكة وتتجلى بها شخصية المدرس ومدى قدرته على حل المشاكل والبحث عن الحلول والطرق البديلة والتعامل معها بالعقلانية وبالمسئولية ومعروف أن الطالب المشاغب هو أحد المشاكل الروتينية في الفصل وعليه يجب أن يكون المدرس قدوة حسنة يحتذي بها بكل المقاييس والاعتبارات وهو أول من تجب عليه معالجة هذه المشكلة وتصحيح هذا السلوك ومن المعروف أن الطفل وليد بيئته فكم من طفل نشأ بأجواء عكرة ملبدة بالخلافات العائلية والمتناقضات الفكرية وكم من صغير تربى في ظروف تسودها المعاناة الاجتماعية والقسوة في التعامل والتهميش في المحيط الأسري وبسبب هذه التراكمات تطفو وتظهر على سطح أخلاقه وسلوكه الشخصي ويحمل هذه الأخلاق والتصرفات إلى المدرسة والفصل ومن بينها الشغب وبالتالي يشكل عائقاً أمام توصيل المعلومات إلى الطلاب ويمثل حجر عثرة في طريق أداء المدرس في الفصل ومن الطبيعي أن يواجه المدرس المشاكل اليومية في الفصل ولكن عليه التعامل معها بطريقة سلسة وسهلة ودون تأجيج حفيظة الطالب المشاغب في الفصل لأن الحياة ليست مفروشة بالورود ولا هي محاطة بالسياج المنيع وعلى هذا الأساس على المدرس التحلي بالأمور التالية:-
أن يتحلى بالصبر والحكمة وأن يبتعد عن الانفعال بالمواقف المثيرة للجدل التي قد تؤجج الموقف.
أن تكون ردة فعله متأنية وأن يكون قاصداً إصلاح السلوك ومعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلي هذا التصرف وهذا الشغب.
أن يدرس أبعاد المشكلة بدقة متناهية حتى يتمكن من التشخيص السليم والبحث عن الحلول الممكنة وهذا العنصر من الأهمية بمكان.
أن يعد ويحدد الأساليب وأفضل السبل لحلها مع توفير الإمكانيات والوسائل لاستئصال المشكلة من الجذور.
ـأن تكون الأساليب والطرق المعدة للمواجهة على ضوء المبادئ التربوية الفعالة المنصوص عليها في مناهج الوزارة ومبنية على الأخلاقيات المجتمعية.
و- أن يكون المدرس مرناً في التعامل مع المواقف التى تواجهه كل يوم وأن يتقبل ويتصدى لها بالحل الناجح، هذه مجرد إشارة وترك التفاصيل للمختصين التربويين، لأن الموقف سلبي ويحتاج إلى علاج سريع وناجح ونشير هنا إلى أنه ربما غياب المدرس قد أثر علي سمعة المدرس وهيبته عند الطلاب وأثر سلباً في وجدانهم وتفكيرهم لأن احترام المدرس أهم من كل شيء وقد قال عنه الشاعر:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا

فارح وابري وعيس