لا يختلف اثنان علي أن فترة الشباب من أفضل مراحل عمر الإنسان القصير، كما أنها الفترة الذهبية التي ينبغي أن يستثمرها بشكل أمثل ولا يضعها تمرعليه بسرعة وبدون شعور بأهميتها ليرجع يتمنى عودتها دون جدوي كما يفعل الكثير عند الكبر كما قال الشاعر::
ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعله الشيب
وكثيرة هي الكتب الدراسات التي تناولت هذا الموضوع المتعلق بمرحلة الشباب بكافة جوانبها الأخلاقية والسلوكية ومختلف أبعادها مبرزة أهمية هذه المرحلة العمرية وما يميز الانسان فيها من قوة واندفاع يجعله الأقدر علي تحقيق الانجازات لا شك طبعا في أنها أيضا فترة يتسم فيها الانسان ببعض الطيش والهيجان ومليئة بالهفوات والأخطاء والانحرافات، فنحن هنا أمام طاقة هائلة قابلة للاستثمار إيجابيا وسلبيا علي حد سواء والمحدد والمعيار الوحيد هو ما يصاحب هذه الفترة من التربية والتكوين منذ النشأة الأولى من البيت والارشادات والتوجيهات والتوعية من المدرسة والقيم النبيلة السائدة في محيطه وكذلك الأمر بالنسبة للرفاق والأصحاب الذين يكون لهم الدور الأبرز في توجيه سلوك الطالب الشاب والتأثير عليه سلباً أو إيجاباً ومعروف أن النسبة الكبيرة من أخلاقيات الشباب مستفادة من الزمالة والصحبة المدرسية ثم يأتي دور وسائل الإعلام المختلفة من التلفاز والشبكة العنكبوتية الإنترنت وغيرها من الوسائل الإعلامية المتعددة،وأعتقد شخصياً أنها الأخطر لما تتميز به من قدرة كبيرة علي التأثير وقد يكون هذا التأثير سلبيا ما يستدعي تعاطيا واعيا مع وإذا كان الشباب من أهم موارد الأمة البشرية فإنه يتحتم علينا أن نعمل علي الاستفادة المثلي من هذه الثروة القومية علينا ولا يمكن أن يتحقق لنا ذلك على أرض الواقع إلا من خلال التنشئة السليمة والتكوين الجيد والتأهيل وتوفير كل الإمكانيات والفرص التي تمكن الشاب من لعب دوره والاسهام في ادارة عجلة التنمية والنهوض بالبلاد وإعداده إعداداً جيداً لأن الشباب هم عماد الأمة وصناع مستقبلها الواعد فإذا ما انحرف الشباب عن الجادة والصواب فإن العاقبة ستكون وخيمة والخسارة فادحة للأمة للأمة برمتها حيث أنها لن تحتل في هذه الحالة سوي زيل قائمة الأمم نتيجة تخلف شبابها عن الركب وحتي لا يكون هذا مصيرنا فإن الشباب المعني بالموضوع مطالب ببذل الجهود الجبارة لاستفادة من هذه الفترة الغالية من العمر وهي لا تهود ثانية وتكون الاستفادة بما هو موجود ومتوفر كل حسب قدراته وإمكاناته وذلك بطريقة صحيحة وسليمة.
فارح وابري وعيس