لقد شعرت والكثيرون ممن زاروا معي معرض الفن التشكيلي المموسق الذي أقامه الوزير الفنان رفقي عبد القادر بامخرمه في صالة المعارض في فندق كمبنسكي، شعرنا بالزهو والسعادة البالغة ونود في هذه المناسبة أن نزف إلى فناننا الموهوب تهانينا القلبية على هذا المعرض الذي حقق نجاحا منقطع النظير لما ضم من لوحات رائعة فيها الكثير من مستوى الفن الراقي، فلقد استطاع الفنان رفقي أن يعبر في هذه اللوحات عن مكنونات النفس البشرية وغاص في أعماقها ونجح إلى حد كبير في إفراغ هذه المكنونات على هذه اللوحات البديعة ..
ولقد وقفنا كثيرا أمام لوحتين من هذه اللوحات .. هزتا وجداننا وهما لوحة '' العودة '' و '' الأرض المجروحة '' واللتين نعتقد أن هذا الفنان القدير عبر فيهما عن مشاعرنا جميعا تجاه إحدى أهم القضايا المركزية التي تشغل بال العالمين العربي والإسلامي، كما شدت انتباهنا لوحة أخرى رائعة أسماها '' التراث المتنوع '' والتي صورت لنا عددا من الأدوات التراثية التي ما زال البعض منها يستعمل حتى الآن سواء في بلدنا جيبوتي أو في عدد من الأقطار الأخرى مما يدل على أصالة هذه الأدوات وفائدتها.
هذا وقد توقفنا كثيرا أيضا أمام لوحة حملت اسم '' الأخ الأكبر '' وقد أعادت إلينا هذه اللوحة الماضي الجميل والذكريات العطرة الخالدة لتلك الجلسات الودية التي كنا نرى ونستمع فيها إلى تلك الأنامل التي كانت تداعب الأوتار وتدغدغ الحواس والى النغمات الرقيقة الرشيقة والى ذلك الصوت الساحر لوالد الفنان رفقي ونعني به المغفور له فقيد الموسيقى العربية الجيبوتية الصديق الحبيب عبد القادر بامخرمه.
ولقد أثبت لنا الفنان رفقي وعزز لدينا المثل العربي الشائع '' إن هذا الشبل من ذاك الأسد'' فها هو بعد أبيه يرفع الشعلة عاليا ويلج من أوسع الأبواب إلى أرقى مجالات الفنون الرفيعة.
وجدير بنا نحن أبناء هذا البلد العريق، بلد الوحدة والمساواة والسلام، جدير بنا جميعا أن نفخر بهذا الفنان القدير ونتمنى له المزيد من التألق والازدهار..
وبعد فإن هذه إطلالة سريعة على محتويات هذا المعرض ومعذرة إن لم أجد المتسع من الوقت للحديث عن بقية اللوحات الرائعة الأخرى التي كانت تستحق في نظرنا الكثير من الإشادة.
أخيرا نقول مبروك أيها الفنان رفقي وإلى المزيد من هذه الروائع.
أحمد العالمي