انعقدت قمة التضامن الإسلامي الطارئة في مكة المكرمة وسط حضور كبير لقادة ورؤساء وملوك الدول الإسلامية وما كان لي أن أرفع القلم لأكتب عنها لو لم تكن قمة استثنائية بكل ما تحمل الكلمة من معني في نظري ولا أعني بالاستثنائية أنها تنعقد في مكان غير الذي كان من المقرر أن تجري في دورتها الاعتيادية لظروف حالت دون ذلك .بل إنها استثنائية أولا لانعقادها وسط حضور لافت للنظر لقادة العالم الإسلامي بيمنا كنا تشهد في السابق بأن حضور الرئيس العلاني يؤدي إلي تخلف نظيره العلاني وان انعقادها في البلد الفلاني يؤدي إلي مقاطعة البلد الفلاني هذه الظاهرة المرضية الصبيانية لم تطف هذه المرة إلي السطح ولم تكن محل انشغال وسائل الإعلام فيها كما تعودنا في مثل هذه القمم.
واعني بالاستثنائية ثانيا أنها تنعقد في أشرف بقعة علي وجه الأرض في اعتقاد كل مسلم ومسلمة وفي أرجي ليلة من الليالي التي يتحرى فيها ليلة القدر وهي الليلة السابعة والعشرون . ثم اعني بالاستثنائية أنها تنعقد بعد هبوب رياح الربيع العربي التي غيرت وما زالت تشكل الخارطة السياسية في جزء مهم من العالم الإسلامي.
وأخيرا أنها تأتي وسط تحديات جسيمة وان لم تخل الساحة عن مثل هذه التحديات في يوم من الأيام إلا أن استحقاقاتها الراهنة محل اختبار حقيقي للقادة المجتمعين .
هذه القمة ناجحة شكلا وإخراجا على المستوي التنظيمي والتوصيات التي تبنتها بشأن القضايا التي بحثتها، نعم كلي أمل في أن تترجم نتائج هذه القمة إلي واقع ملموس تنعكس آثاره الايجابية ليس علي العالم الإسلامي فحسب بل علي العالم بأسره .
هذا هو الأمر الأول الذي يمكن أن تحققه القمة، أما الأمر الآخر الذي لا يقل أهمية عن الأول أن لم يفقه فيتمثل في إعادة الاعتبار للدين الإسلامي الذي تشوهت سمعته بين ممارسات الطائشين الذين يمارسون العنف باسم الدعوة إليه والذود عنه وبين الممارسات الرسمية التي تسعي الي استخدامه لمصالحها السياسية الضيقة من الأنظمة الحاكمة.
وبانتظار ما ستؤول إليه نتائج القمة، فإن الشعوب الإسلامية تعول كثيرا على ترجمة هذه النتائج على ارض الواقع للوصول إلي ما نصبو إليه.
أحمد هاشم يوسف