لقد كان على رأس أولويات رئيس الجمهورية في ولايته الثالثة إصلاح الإدارة وإتباع منهجية جديدة ليضع بذلك يده على الداء وتبدأ البلاد مرحلة جديدة تمضي فيه المسيرة الوطنية نحو تحقيق المزيد من الإنجازات في معركة مستمرة من أجل مستقبل واعد.
وكان من المهم بالفعل للسير في الاتجاه الصحيح أن نبدأ بإصلاح طريقتنا في العمل من أجل تحقيق تطلعاتنا الوطنية في النمو والتقدم والازدهار بحيث يكون عنوان هذا الإصلاح حسن الأداء وبذل الجهد المتواصل ويكون المعيار تحصيل أفضل النتائج والانجاز بطريقة أكثر فاعلية وبأقصى سرعة في كافة المجالات من التعليم والصحة والمياه ولإسكان ومحاربة الفقر إلى أخره وبشكل يسمح لجميع شرائح المجتمع بالاستفادة من ثمار علمية التنمية واستقلال مزايا موقعنا الجيواستراتيجي
ولما كان يتطلب هذا الإصلاح المنشود إحداث تغيير جذري يطال الأساليب المتبعة والسلوكيات والعقليات فإنه كان من الضروري إقامة هذه المنتديات سواء ما كان منها خاصا بالوزراء أو تلك التي تشمل كبار موظفي الدولة من أمناء عامين بهدف الوصول إلى تجاوز واقع ونهج عمل إداري والأساليب المتبعة في صياغة وتنظيم مفردات العمل الإداري التي أثبتت عدم قدرتها على الاستجابة لمقتضيات الانطلاقة الجديدة واستيعاب التطورات ومواكبتها وتجييرها لصالح النهوض والارتقاء بالبلاد .
وهذا المنتدى نظراً لما يتصدى له من الأساليب والسلوكيات والعقليات التي كانت بحاجة إلي التغيير والارتقاء بالوعي وخلق وتعزيز روح المسؤولية لا شك أنه يلعب دوراً محوريا في إنجاح عملية الإصلاح الإداري وتحقيق التحول المنشود الذي من شأنه أن يخلق ديناميكية جديدة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ثم إن هذه الخطوة تكتسي أهميتها من كونها تأتي في سياق المضي قدماً في السياسات المثمرة باتخاذ المزيد من الإجراءات الرامية لتطوير البنية التحتية وتعزيز القدرة التنافسية لبلادنا كمركز اقتصادي ومالي إقليمي يستقطب الاستثمارات الأجنبية مع ما تم قطعه من أشواط كبيرة والسعي لإحراز مزيد من التقدم في الفترة المقبلة.
جمال أحمد ديني