يطلّ مع شروق الشمس من شرفته، وبيده كتاب ..  لا يفتح بين دفتيه قراءةً .. ينزل إلى فناء المنزل، فيسقي الشجيرات .. ثم يجلس بين  الزهور والورود العاطرة .. يغيب بعدما يتوسط النهار.

وفي  المساء: ينثر للطيور ذرةً ..

يطعم عشر كلاب شريدة من اللحوم على عتبـة بيته

وفي نهار غائم خرج يلهث .. وبيده مسدسٌ .. أطلق من فوهته رصاصة استقرتْ في قلب طفل شحاذ، وقال ضاحكا:

  لا تلمسوا كلابي الشاردة ولا تقطفوا زهوري الذابلة»!

إني أكرهكم .. أكرهكم أيها الشحاذون!

انتهت

_________

 زواج بدافع غريزي

أرادته لنفسها فتاة غنيـة، جميلـة .. طليقـة كظبية ترعى حريتها بين خراف خالته (مفرا) في براري (عسا - جيلا)*

تحمّلت تكاليف الخطبة والحفلـة، جهزت الشقة

فرشت غرفة النوم والمعيشـة، وهو أحضر معدات المطبخ

وفي مساء الدخلة أرسلته مع صديقاتها إلى كوافير ...

دخلا القاعة  يبتسمان فرحا، الثانية ليلا .. بأيدٍ متشابكةٍ، يتبعهما ثمان فتياتٍ رشيقاتٍ خفيفات الخطى.

دخل .. يلبس فستانا أبيضا وعلى رأسـه باروكـة شقراء .. وتلمع شفتاه بأحمر فاتح، ملامحه بمساحيق الجمال تغبرتْ، وينتعل كعب عالٍ ..

وهي تلبس بنطالا أسودا وقميصا أحمرْ وربطة عنق طويلة تطال إلى ما بين الفخذين .. قصت شعرها قصة (عمّ آدم)  ...

مرتْ سنة كأنها عشر سنين ثقيلة وشهر واحد مر سراعا كأنه ساعة من ليل، خلالها عرضته على أطباء المسالك والنساء ..

التشخيص: يعاني عيب خلقي.

سيدي القاضي: أرجوكم، اكتبوا لـه أو احكموا له ما يريد وفوق ما يريد من المال .. إنني بكامل إرادتي أطلقه، كما تزوجته قبل سنـة بكامل دوافعي الجنسية.

إنه خُلق برحم ... فأنا لا أرغب بالخِلفة.

 

بقلم الكاتب والقاص /

حمد موسي