كيف تعرف نفسكـ ضمن أطر الثقافة، والجغرافيا، والعرقية، والإنسانية، والمعتقدات الدينية، والتوجه المهنيّ؟

----------

 

من الأسئلة المعقدة نظريا وواقعيا، وخاصـة للفرد ، وعليـه ينبغي أن نحدد الهُوية الأولى للفرد وهي الذات، الذات الفردية: تحتفظ بجميع الأوليات لنفسها ومن ثم يأتي الفرد الآخر على درجات (الوالدين، الإخوة، أبناء العم ثم العمة ... إلى القومية.

 

من أنا؟!

أهم سؤال الهُوية، لتأطير الذات ضمن إطار ثقافي ديني قومي في ظل عالمٍ تداخلت فيه المفاهيم الاجتماعية والإنسانية وتشكل وعي جديدٌ يؤطر ذاته في عالم افتراضي، ويخلق هوية جديدة وهي الهوية الافتراضية: هوية تغرب القريب وتوطن البعيد الساكن خلف الأحرف. ولذا من أنا سؤال يحل عقد الهوية الشائكة ويفردها بحسب الحقيقة الكائنة، وهي الذات (أنا).

 

الأنا:  تجيب عن سؤال (من أين أنت) عندما يسأل سائق تاكسي فضولي، فإنّ قدر دولتكـ في ميزان السياسة الدولية منفذك من فضوله وإلا سيمطركـ بأسئلة غريبة في صياغتها وغريبة المنطق المعرفي. هنا المسألة عن الذات الجامعة مع تعدد في تمايزات الاجتماعية والدينية.

 

من أنت؟

سؤال يعتني بهويتكـ الثقافية (المعتقد الديني، الوعي الاجتماعي الجامع، عن المكانة الثقافية والاجتماعية .. الخ) أي عن الذات الفردية ضمن الذات الجامعة.

 

الذات الفردية ك كاتب هذه الأسطر

من أين أنت؟

جيبوتيّ.

 

  من أنت؟

عفريُ اللغة والنسب في مجتمع مسلم ثلاثي العرق (العفر، والصومال، والعرب) عربي بالقلم ـ في مجتمع الغلبةفيه للفرنسية.

ختاما؛ تكمن حقيقة ذواتنا بين ظننا وبين اعتقاد الناس فينا .. وكلما اعتدلنا في الظن؛ اقتربنا إلى اليقين ومعرفة الذات.

 

فاحذر أن يغلب اعتقادهم ظنك، أو يغلبك ظنكـ .. فتهلك.

 

فـ الوطن حاضنة للقوميات والمعتقدات،حيث تتكاتف كل الاختلافات صانعة هوية وطنية جامعة.

 

        الكاتب والقاص /

    حمد موسي