كاستقبال الأرض العطشى للمطر، واستقبال المريض للطبيب المداوي، بل واشتياق الحبيب الغائب المنتظر، استقبل  المسلمون في شتى بقاع العالم شهر رمضان المبارك، الذي يطل عليهم مرة كل عام.

وكغيرهم من سكا ن العالمين العربي والإسلامي، علت البهجة والفرحة على محيا الجيبوتيين والجبيوتيات - فرحا بحلول  شهر التوبة والغفران بعد انتظار حلوله بفارغ الصبر، إذ يرونه فرصة لا تفوت للإنابة إلى الله والتغيير نحو الأفضل، بل وبدء رحلة جديدة في تزكية النفس وتجديد العهد مع الخالق المنعم. 

ووفقا للعلماء، تعتبر ساعات وأيام شهر رمضان لحظات جد مهمة للتحول الروحي والنفسي والاجتماعي، كيف لا وهو شهر مبارك ينتظره المسلمون أينما كانوا بشوق واستعداد.

وإدراكا منهم لعِظم هذا الموسم لمبارك، يبادر السكان في جيبوتي إلى تهيئة الأجواء المواتية للاستفادة القصوى مما يختص به شهر رمضان، مثل الصلاة والصيام وقراءة القرآن الكريم، مما يساعد على تعزيز الروحانية والتقرب إلى الله تعالى.

كما يستقبلونه بقلوب مفعمة بالسرو والابتهاج، ولسان حالهم يقول « اللهم إنا نسألك أن تجعل شهر رمضان المعظم شهر تملأ فيه الفرحة قلوبنا وتفرج فيه كروبنا وأن ترزقنا فيه الخير كله».

وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان، ويستبشرون بقدومه، وأي سعادة وبشارة أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيرات، وتنزل الرحمات.

ويعدُّ شهر رمضان فرصة ذهبية، للإقبال على قراءة القرآن الكريم أكثر من أي وقت مضى، بل وتدبر معانيه، بالإضافة إلى طلب العلم والفقه خاصة في أحكام الصيام، مما يساهم في تعزيز الإيمان وتطهير النفس من الذنوب والآثام.

ومع انقضاء الايام الاولي من شهر العتق من النيران يزداد  عزم الجيبوتيين الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير، والعزم كذلك على الإقلاع العزم عن المعاصي والسيئات.

ويعزز شهر رمضان التواصل الاجتماعي والتلاحم الأسري، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء لتناول وجبتي السحور والإفطار معا، فضلا عن تعزيز قيم التضامن والإحسان، فيما يتبرع الأغنياء والميسورون والصدقات بشكل أكبر فضلا عن دفع الزكاة، ومساعدة الفقراء والمحتاجين.

 

بقلم 

محمد عبد الله عمر