في ضوء التحديات والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البشرية في شتى أصقاع العالم، وما يترتب عليها من تداعيات سالبة على كافة الأصعدة تضفي مزيدا من التعقيد على أوضاع المجتمعات، يأتي الأسبوع الوطني للتضامن في جيبوتي، الذي تقيمه وزارة الشىئون الاجتماعيه والتضامن بصورة سنوية خلال شهر يناير، ليشكِّلَ أنموذجاً جديراً بالاحتذاء في التكاتف والتعاضد بين أبناء وطننا الحبيب.

 يأتي هذا الأسبوع ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك على أن قوة مجتمعنا وصلابته، تكمن قبل كل شيء في وحدته وقدرته على التصدي لتلك التحديات بروح العطاء الذي لا ينضب والإصرار الذي لا يلين.

الأسبوع الوطني للتضامن الذي حظي حفل تدشينه هذا العام برعاية كريمة من رئيس الجمهوريه، السيد/ إسماعيل عمر جيله، وبحضور السيدة الأولى، رئيسة الاتحاد الوطني لنساء جيبوتي، السيدة/ خضره محمود حيد، أضحى دون شك حدثاً استثنائياً يحمل بين طياته أسمى معاني الوحدة والتلاحم التي تعتبر الركيزة الأساسية للنسيج الاجتماعي والوطني.

 الهدف السامي لهذا الأسبوع يتمثل في السعي الحثيث لترسيخ وتعميق ثقافة العطاء والعمل الجماعي، حيث يتحد المواطنون في سبيل دعم الفئات الأكثر احتياجاً، كما يهدف إلى تسليط الضوء على الجهود المبذولة من قبل وزارة الشىئون الاجتماعيه والتضامن، ممثلة بهيئاتها المختلفة، للمضي قدما في مسيرة التنمية الشاملة، من خلال تنفيذ مبادرات متنوعة تشمل تقديم الدعم للبسطاء، وتمكين الشباب، والنهوض بالخدمات الأساسية في المناطق المختلفة.

هذه الأنشطة لا تقتصر فقط على تقديم المساعدات المادية، وتدشين وإطلاق المشروعات التنموية، بيد أنها تنطوي على رسالة أعمق تتجلى في إبراز قيم المشاركة والمسؤولية الاجتماعية بين أفراد المجتمع.

ووفقا للوزارة يُعد هذا الحدث الوطني الكبير، فرصة سنوية لتقييم المنجزات التي تحققت على أرض الواقع، إلى جانب كونها منصة لا يمكن الاستغناء عنها، لاستشراف آفاق جديدة لتوسيع دائرة التضامن ودعم الجهود التنموية.

في الأخير يجب التذكير بالدور المحوري للسلطات المحلية في الأقاليم الداخلية الذي يكمل جهود الوزارة لتحقيق الأهداف الأساسية لأسبوع التضامن، عبر تعبئة السكان في القرى والبلدات، للمشاركة بكثافة في الفعاليات والبرامج الاجتماعية والتنموية للأسبوع، الأمر الذي يجعلهم عناصر فاعلة تسهم في إنجاح مسيرة البناء والتعمير. بقلم / محمد عبد الله