العمى الأخلاقي العمى الأخلاقي يعني عجزًا مؤقتًا عن إدراك الجانب الأخلاقي لقرار ما، أو ضعف القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، أو عدم اليقظة لحقيقة القرار المتخذ في موقف معين، مما يؤدي إلى فقدان الحساسية الأخلاقية في اتخاذ القرارات في المواقف أو الأحداث التي تتطلب تفاعلًا أخلاقيًا جيدًا.
يرتكب في العمى الأخلاقي حتى بعض الأشخاص الموسومين بالأخلاق الجيدة، الذين يعتبرون أن يكونوا قدوة حسنة في المجتمع.
ويمكن أن يكون سبب العمى الأخلاقي عوامل مختلفة مثل: التربية والبيئة، الضغوط الاجتماعية أو الاقتصادية، الجهل أو نقص التعليم، الاضطرابات النفسية أو العقلية وغير ذلك، وكلها تعيق الفرد عن رؤية السلوك غير الأخلاقي أو تأثيراته النفسية في الطرف الآخر التي قد تؤدي إلى الشحناء أو التباعد بين الرئيس والمرؤوسين بل حتى بينه وبين الأقرباء والزملاء.
إن المدير الذي يقول للآخرين عند اتخاذ قرار ما: «الآخرون يتصرفون هكذا، لو كانوا مكاني لعملوا مثل ما أعمل، لا تعنيني نتائج القرار تجاه الآخرين، لا تتدخل في قراراتي، سأتخذ القرار وبعدين يحصل الذي يحصل...» هؤلاء كلهم مصابون في عمى أخلاقي وتحصل منهم هفوات لا أخلاقية في كثير من مواقفهم معتبرين ذلك أن هذا من متطلبات العمل الإداري.
إن السلوك الأخلاقي في الأعمال تحكمه ثلاثة ضوابط أو ثلاثة مستويات من المعايير الأخلاقية: - الضابط الأول: القوانين التي تحدد للمجتمع عمومًا ماذا يجب أن يكون وماذا يجب أن لا يكون. - ثانيًا: سياسات وإجراءات المنظمة الداخلية التي توفر الضوابط والتوجيهات للأفراد العاملين، رؤساء ومرؤوسين. - وعند عدم وجود هذين الضابطين يأتي الضابط الثالث وهو العقلانية الأخلاقية التي ترتكز على استخدام العقل والتحليل المنطقي لتحديد ما هو صحيح أو غير صحيح أخلاقيًا.
فإذا أغفل الفرد الضوابط الثلاثة كلها قد يصاب بعمى أخلاقي ظانًا منه أنه على صواب وغير مدرك أنه على خطأ.
على المدير أو القائد أن يكون قدوة حسنة في كل شيء، وخاصة في الأخلاق.
هذا يعني أن عليه أن يظهر السلوك الأخلاقي في جميع تصرفاته وأفعاله، حتى يكون مثالًا يحتذى به للموظفين والزملاء. بقلم د. عثمان فريد،
أستاذ الإدارة بالجامعة