تعتبر منظمة بندر جديد واحدة من أھم منظمات المجتمع المدني العاملة في المجال التنموي، حيث تقوم بتنفيذ مشاريع تنموية في كافة المجالات، كما أنها تنشط في اقامة الحملات التوعوية عن الممارسات الصحية الضارة، وتسيير قوافل طبية بالتعاون مع وزارة الصحة والمنظمات الدولية للمناطق النائية، وعقد ندوات حول أھمیة تنظیم الأسرة،وكذلك حملات التثقيف الصحي للمرأة، وتوعية الأھالي بأھمیة المشاركة في حملات تطعیم الأطفال بالإضافة إلى تمكين المرأة للمشاركة في قضایا المجتمع، ، وعمل ندوات لنبذ العنف ضد المرأة وغيرها من الأعمال الخيرية الأخرى، وللوقوف على التفاصيل حول برامجها  وانشطتها ومشاريعها ورسالتها ورؤيتها   عن قرب قامت جريد القرن بإجراء حوار صحفي مع أمين عام المنظمة  السيد/ صلاح صادق علي وإليكم نص الحوار:-

القرن/في البداية نود أن تقدم للقراء نبذة مختصرة عن منظمة بندر جديد ومراحل تطورها؟

الأمين العام/  في البداية أشكر جريدة القرن الغراء على إتاحتها لنا هذه الفرصة للوقوف على مسيرة منظمة بندر جديد، أنشئت منظمة بندر جديد عام 1991 على يد مجموعة من المثقفين من الحي الأول في العاصمة؛ الذين كان لديهم حس المسئولية يحركهم الشعور بالمشاركة الحية للمساهمة في  التنمية الاجتماعيةولاسيما في مجال العمل الخيري والإنساني في جيبوتي في وقت كان العمل الاجتماعي يواجه قصورا ملحوظا، بسبب عدم وجود منظمات المجتمع المدني ذات ثقل، سوى عدد قليل منها يواجه صعوبات جمة في ممارسة العمل الاجتماعي والخيري، فإسم بندر جديد نسبة إلى الحي الأول خصوصا منطقة بين ساحة محمود حربي المعروفة ببلاس رمبوا ومدرسة النجاح المطلة على الشارع  الموازي لمقر المحكمة الإبتدائية،فمنظمة بندر جديد بدأت نشاطها في بداية مراحلها كجمعية صغيرة يقتصر عملها في العمل الإنساني مثل كفالة الأيتام، وتوزيع المؤن الغذائية للأسر الفقيرة، بالإضافة إلى توزيع كسوة العيد للأيتام وأطفال الأسر الفقيرة،وكانت تتعاون مع جمعيات المجتمع المدني فيما يتعلق بعمل التوعية مثل النهوض بالنظافة وتلميع واجهة الأحياء مثل وضع المذابل لرمي المخلفات وغيرها من الأنشطة ذات الصلة.

القرن/ ماهو دور المنظمة حول تعزيز التنمية الاجتماعية في البلد؟

الأمين العام/ للمنظمة مساهمة فى تحقيق الأهداف التنموية، ومواجهة الأعباء الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمواطنين من خلال توفير الخدمات الصحية والتعليمية، والقيام بالأعمال البحثية والاستقصائية التى تسهم فى تحديد المشكلات المجتمعية، والسبل المثلى لمواجهتها وتقديم الحلول المناسبة لها ، بجانب أدوار أخرى متعددة، منها: رفع الوعى بالقضايا والتحديات المجتمعية، كتدريب وتأهيل القيادات الشابة على العمل الجماعى والتطوعي، أما فيما يتعلق بالعمل الخيري،المنظمة لها أنشطة واسعة في هذا الجانب منها أنشطة تنفذها المنظمة بمفردها وأنشطة تنفذها بالتعاون مع الشركاء التنمويين، والأنشطة التي تنفذها المنظمة بمفردها في هذا المجال، كثيرة ومتعددة ،وهي موجهة لكل الفئات المحرومة والمعوزة بما فيها الايتام والمعاقين وبعض الحالات الاجتماعية التي لا تستطيع التكفل بأفراد عائلتها، حيث نقوم، بالتكفل بهذه الشرائح من اجل التقليل من حجم المعاناة التي يتكبدونها، أما فيما يتعلق بالأنشطة التي تقوم بها المنظمة بالتعاون مع الشركاء التنمويين،  لا حصر لها وعلى سبيل المثال شاركت المنظمة بالتعاون الهيئة الحكومية للتنمية إيجاد في مشروع مكافحة الجفاف والتغير المناخي في الأقاليم الداخلية الخمسة، قبل أربع سنوات تقريبا حيث بذلت المنظمة جهودا جبارة إلى جانب الهيئة الحكومية للتنمية الإيجاد حيث استضافت عدة مؤتمرات حول مواجهة هذه الظاهرة وكيفية اتخاذ تدابير ملائمة ، حيث شارك فيها العديد من الخبراء والباحثين الدوليين، ولم تكتفي المنظمة في استضافة المؤتمرات فحسب بل شاركت بزيارات ميدانية إلى المناطق المتضررة وقامت بالمساعدات النوعية لأهالي الأرياف المتضررين في تلك المناطق النائية. قدمت المنظمة أيضا مساعدات كثيرة لمخيم اللاجئين اليمنيين الفارين من الحرب. فمنظمة بندر جديد لديها شراكة قوية مع مندوبية الاتحاد الأوروبي في جيبوتي،وهي شريك تنموي  نفذت المنظمة بالتعاون مع مندوبية الاتحاد الأوروبي الكثير من البرامج التنموية في كافة التراب الوطني.

القرن / هل للمنظمة خطة مستقبلية ؟

الأمين العام / بالفعل لدى المنظمة إستراتيجية، توضح هذه الإستراتيجية المنهجية التي ستتبعها المنظمة في تحقيق رؤيتها خلال الفترة القادمة والمتمثلة في تأهيل وتمكين وتفعيل دور المواطنين للنهوض بالمجتمع كما أن المنظمة تحمل رسالة واضحة في عملها،وتسير وفقا لها في كافة البرامج والمشاريع والانشطة الخاصة بها،وتتمثل رسالتها في السعي للعمل على تأهيل وتنمية المجتمع الجيبوتي بشرائحه المختلفة،دون تمييز من خلال تقديم الخدمات الإجتماعية والتربوية والنفسية، وتكمن أهمية هذه المنهجية في قدرتها على تحليل البيئة الخارجية للمنظمة لمعرفة الفرص والتحديات المحتملة، وتحديد البيئة الداخلية لتحديد نقاط القوة والضعف،سعيا منها نحو إحداث التكامل بين جميع الأنشطة لتنفيذ إستراتيجية المنظمة وتحقيق رؤيتها المستقبلية وغاياتها كما أنها تمدنا بأساس سليم لاتخاذ القرارات وفقا للمعايير المحددة، لا يمكن لأي جمعية او مؤسسة ان تكون فاعلة ما لم يكن لديها حزمة من البرامج والمشاريع والنشاطات التي تقوم من خلالها بتحقيق أهدافها وغاياتها التي من أجلها انشئت وتأسست وبقدر ما تكون هذه البرامج والمشاريع والنشاطات نافعة ومفيدة للمجتمع بقدر ما تمكن المنظمة من تحقيق النجاح المنشود.

القرن / في الآونة الأخيرة نرى أن المرأة الجيبوتية لها دور بارز بالانخراط في العمل الاجتماعي والتنموي كيف تقيمون ذلك ؟ 

الامين العام /كون المرأة عضو في المجتمع فيجب أن تكون شريكة في إدارة المجتمع وتحمل شؤونه، وكونها تقوم بالأعمال المنزلية لا يجب أن يلغى دورها الاجتماعي، لأنها شريكة الرجل في تحمل المسؤولية، ففي ظل حالة النمو والتقدم التي تشهدها المجتمعات نحتاج إلى كل الجهود والطاقات المجتمعية، فإذا جمدنا دورها الاجتماعي فقد خسرنا نصف طاقة المجتمع،على اعتبار أن المرأة نصف المجتمع. ومن أجل تفعيل دور المرأة في تنمية المجتمعات يعد دور المرأة في مجال التعليم هو إسهام بشكل كبير في تطوير الأسس التعليمية المختلفة وذلك من خلال التدريس الأساسي المتضمن لقواعد ومفاهيم القراءة والكتابة في البيت والمؤسسات التعليمية المتنوعة. فالمرأة الجيبوتية اليوم لها مكانة عالية في مجال التنمية المجتمعية وهي اليوم شريك أساسي في التنمية، كما أنها مشاركة في اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية المهمة في البلد، فدور المرأة بشكل عام يمثل دورا كبيرا وعالميا في العمل من خلال تطوير سبل العمل في المجالات والقطاعات العملية المختلفة، كما أنها تسهم أيضا في بث التأثيرات الإيجابية التي تطرأ على المجتمع ومكوناته، وبما أن المجتمع يحتوي على رجال ونساء، والنساء كالرجال عددا، إن لم يكن أكثر، فعند إهمال دور المرأة في تنمية المجتمع، فإن تنمية المجتمع لا تصل إلى أقصاها، وأنها لا تستوفي جميع القدرات لتنمية ذلك المجتمع بشكل كامل وشامل، ونشأة الأجيال أول ما تنشأ إنما تكون في أحضان النساء، وبها يتبين ما يجب على المرأة في إصلاح المجتمع. فنحن ندرك أن كل المجتمعات تحتاج للتنمية، وتلك التنمية تعتبر مجتمعية، وترتبط ارتباطا وثيقا بأفراد وعناصر المجتمع. فلذلك يتوجب على جميع المجتمعات تفعيل وإبراز دور المرأة في التنمية الاجتماعية، لما تملكه المرأة من قدرات معرفية وعملية وإرشادية وتوعوية، فمن خلال تطوير وتنمية تلك القدرات يتشكل فارق كبير في تنمية المجتمعات، خاصة أن المرأة قد تكون أما وزوجة وابنة وأختا، وهي غالبا من تقوم  برعاية كبار السن والأطفال، وتقف على إدارة المنزل، وتجد حلولا للمشاكل.

القرن/ آخر كلمة تودون قولها في مرافي ختام هذا اللقاء؟

الأمين العام منظمة / أو جه كلمتي الأخيرة لكافة منظمات المجتمع المدني لتعزيز الجهود لتسريع عملية التنمية المجتمعية وتوفير الوقت والجهد لتنمية مجتمعنا بكل الوسائل المتاحة، فنحن كمجتمع جيبوتي نعتز بالتضامن والتكافل الذي هو جزء من هويتنا وثقافتنا الأصيلة، فبالتضامن والتكافل نستطيع أن نسرع خطانا نحو سلم التنمية المستدامة يدا بيد مع الحكومة بقيادتها الحكيمة التي جسدت رؤيتها التنموية، لتحجز مكانتها في مصاف الدول المتقدمة.  

 

اجري الحوار /

محمد عتبان