امتدادا لجهودها الرامية إلى تحسين الظروف المعيشية لشريحة الأيتام،وإدخال السرور على نفوسهم في موسم البذل والعطاء، بادرت قطر الخيرية، ممثلة بمكتبها في جيبوتي، مساء أمس الأول السبت، بتنظيم مأدبة إفطار جماعي تلتها مسابقة ثقافية لصالح مكفوليها من الأيتام. وأقيمت هذه المناسبة في قاعة النخيل بفندق كمبنسكي، برعاية سفير دولة قطر الشقيقة لدى جيبوتي الدكتور راشد بن شفيع المري، بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نبيل محمد أحمد، ووزير الصحة الدكتور أحمد روبله عبدِ الله، ووزير الزارعة والمياه السيد/ محمد أحمد عواله، بالإضافة إلى سفراء الدول العربية، ومدير مكتب قطر الخيرية السيدة/ غادة عز الدِّين أحمد. كما كان لافتا حضور وفد رفيع المستوى من المكتب الرئيسي لمنظمة قطر الخيرية في الدوحة، وممثلين للمنظمات الخيرية العامة في جيبوتي، بالإضافة إلى كوادر رفيعة من وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف، ووزارة الصحة. وفي مستهل المناسبة، تحدث الشيخ وضاح عبد الله، إمام مسجد الملك، عن فضائل شهر رمضان المبارك، التي تميزه عن سائر شهور السنة، داعيا الحضور إلى اغتنام هذه الفرصة، من خلال الإكثار من الذكر والاستغفار وأداء الصلوات مع الجماعة، بالإضافة إلى الابتعاد عن خوارق الصوم ومفسداته. من جانبه، ألقى الشيخ جمال أحمد، إمام مسجد لوته، الضوء على الاهتمام البالغ الذي أولاه ديننا الإسلامي السمح برعاية الأيتام، من حيث تربيته ورعايته ومعاملته وضمان سبل العيش الكريمة له، حتى ينشأ عضواً نافعاً في المجتمع المسلم، وكذلك الأجر العظيم للكافلين، مثمنا الرعاية التي توفر قطر الخيرية لهذه الشريحة الهامة من المجتمع. وبيَّن أن كافل الأيتام يكون رفيق رسول الله تعالى في الجنة، كما روي عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، مستشهدا بالآيات والأحاديث الواردة في شأن رعاية وكفالة اليتيم. ناحيته أعرب وزير الصحة، في كلمة مقتضبة عن بالغ سروره للمشاركة في هذه الأمسية، من أماسي رئيس رمضان المبارك، استجابة للدعوة المقدمة له من مكتب قطر الخيرية في جيبوتي. وأشاد الدكتور أحمد روبله عبد الله، بالدور المهم الذي يضطلع به المكتب في السنوات الثماني الأخيرة، أي منذ افتتاحه عام 20156، لاسيما فيما يتعلق بنشاطاته في الحقل الصحي، كان آخرها تسليم الوزارة أجهزة غسيل الكلى لتعزيز قدرات المستشفيات والمرافق الصحية المختصة بعلاج مرضى الكلى. بدوره أشار السفير القطري في جيبوتي، إلى أن قطر الخيرية، تقوم -بتوجيهات من حضرة صاحب السمو أمير البلاد سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وبمساهمات ودعم أهل الخير في قطر- بالعديد من الأعمال الخيرية في الدول العربية والإسلامية خاصة وفي أنحاء العالم عامة، بهدف التخفيف من المعاناة التي تواجه الإنسانية في كل مكان. وأضاف الدكتور راشد بن شفيع المري، قائلا « وأود بهذه المناسبة أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى مجلس إدارة قطر الخيرية على الجهود الكبيرة التي تبذلها الجمعية في هذا الشأن، وعلى مساهمتها القيمة في تنفيذ المشاريع الخيرية والإنسانية القطرية فى جميع أنحاء العالم. وفي هذا الصدد قامت الجمعية بتنفيذ العديد من المشاريع الخيرية في جمهورية جيبوتي، ولا يسعني هنا إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لمكتب قطر الخيرية في جيبوتي على العمل الكبير الذي يقوم به في هذا الشأن، فمنذ افتتاحه في فبراير 2016م نفذ مكتب قطر الخيرية العديد من المشاريع الخيرية والإنسانية والتنموية والتي شملت مجالات عدة منها الأعمال الإغاثية، ودعم البرامج التعليمية وبناء وترميم المساجد، وتمويل المشاريع المدرة للدخل، وكفالة الأيتام، ومشاريع الإيواء، والمشاريع الصحية، وحفر الآبار، وإفطار الصائمين، وأضاحي العيد.» وتعليقا على زيارة وفد المكتب الرئيسي في الدوحة، نوه الدبلوماسي القطري، أنها تأتي لمواصلة مسيرة الخير والعطاء وتنفيذ الأعمال والمشاريع الهامة التي تقوم بها جمعية قطر الخيرية في جيبوتي، معبرا عن شكره لكافة أعضاء وفد قطر الخيرية والإخوة المؤثرين والمتبرعين الذين لبوا نداء الواجب وتحملوا مشقة السفر في شهر رمضان الكريم، من أجل القيام بواجبهم تجاه أشقاء لهم في جمهورية جيبوتي. واختتم بالقول « أتمنى إقامة طيبة للوفد القطري في جيبوتي خلال هذه الزيارة، والنجاح في المهمة النبيلة التي جاء من أجلها، والتي تحظى بمباركة القيادتين الرشيدتين في البلدين ممثلة بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وفخامة رئيس الجمهورية، السيد إسماعيل عمر جيله». بدورها أكدت مديرة مكتب قطر الخيرية في جيبوتي، أن الرعاية الاجتماعية للأيتام تعدُّ من أولويات قطر الخيرية حيث تحظى باهتمام كبير، ما من شأنه تكوين جيل متوازن جسدياً ونفسياً، ولفتت السيدة/ غادة عز الدِّين أحمد، الانتباه إلى أن الجمعية تسعى أيضا إلى خدمات تتسم بالجودة والكفاءة لمكفوليها وسد احتياجاتهم المتنوعة من خلال تصميم برامج وأنشطة تراعي جميع متطلبات الأيتام وأسرهم، مضيفة القول « تتنوع هذه الأنشطة بين الصحية والثقافية والرياضية، والتربوية والتعليمية والاجتماعية. وحرصاً على تعزيز قيم العطاء في شهر رمضان ونشر الخير بين جميع أفراد المجتمع، فأن دعوة أبنائنا وبناتنا إلى هذا الإفطار الجماعي جاءت من أجل إسعادهم في هذا الشهر الفضيل، وإشعارهم بأنهم أولادنا وبناة المستقبل، وبأنهم لا يختلفون عن أقرانهم، بالإضافة إلى تشجيعهم على الصيام وتعريفهم بأهميته هذا الشهر الفضيل. وذكرت أن مكتب قطر الخيرية يحرص منذ إبرامه اتفاقيةً للتعاون والشراكة في شهر فبراير عام 2016، مع حكومة جمهورية جيبوتي، ممثلة بوزارة الشئون الخارجية والتعاون الدولي، على أداء مهامه السامية لدعم الشعب الجيبوتي والمساهمة في التنمية المجتمعية على الوجه الأكمل. وأردفت قائلة « من هذا المنطلق، قُمنا –بتوفيق من الله تعالى، ثم بفضل المحسنين من دولة قطر والدعم والتسهيلات المقدَّمة من الحكومة الجيبوتية- بتنفيذ العديد من المشروعات والتي طالت مجمل محاور عملنا، كالمشاريع الإغاثية والموسمية والتنموية والتعليمية والصحية والمياه وغيرها، كمشروعات الإسكان الاجتماعي، ، بالإضافة إلى برنامج كفالة الأيتام، حيث نتولى كفالة أكثر من 2500 يتيماً ويتيمة. إننا في قطر الخيرية، نعتبر أنفسنا من الشركاء التنمويين لحكومة جيبوتي، بقيادة رئيس الجمهورية، السيد إسماعيل عمر جيله «حفظه الله ورعاه»، والذي أتقدم إليه بهذه المناسبة بكل الشكر والعرفان على تذليل الصعاب لكافة أنشطة جمعية قطر الخيرية وذلك لفائدة المجتمع الجيبوتي» . وعقب تناول الإفطار الجماعي، تُوجت هذه المناسبة بمسابقة ثقافية للأيتام، أجريت في جو من التفاعل والحماس والتنافس، ومن ثم تكريم الفائزين الذين طغت على وجوههم البهجة الممزوجة بالفرح والسور.