يُعَدّ مركز التدريب العسكري في مريما، الواقع شمال غربي قرية وِيَعا في إقليم عرتا عند تقاطع الطريق الوطني رقم (1) والمسلك المؤدي إلى شاطئ عرتا، أحد الأعمدة الرئيسية في منظومة إعداد وتأهيل القوات المسلحة الجيبوتية.

 وقد رسم هذا المرفق الحيوي منذ تأسيسه قبل عقود، مكانته كمرجع وطني في ميدان التدريب العسكري، وكمنصة استراتيجية لتنظيم الدورات التأهيلية والتدريبات العملياتية التي تسبق ابتعاث الوحدات إلى المهام الخارجية.

ومنذ انطلاق الكتيبة الأولى «هيل 1» في مهمتها بالصومال عام 2011، وحتى الكتيبة الثالثة عشرة «هيل 13» المقرر إرسالها في فبراير 2026، ظلّ مركز مريما يشكّل قاعدة تكتيكية واستراتيجية لإعداد الكتائب الجيبوتية المشاركة في عمليات حفظ السلام، بما يعزز جاهزيتها وكفاءتها الميدانية.

ويضمّ المركز ميادين متطورة للرماية الحقيقية، تتيح استخدام مختلف أنواع الأسلحة، إضافة إلى ساحات واسعة للمناورات والتدريبات الخاصة بوحدات المشاة والمدرعات. 

ويوفر المركز بيئة تدريبية متكاملة تُحاكي الواقع الميداني، ما يُسهم في رفع مستوى التنسيق والانضباط والجاهزية العملياتية للعناصر العسكرية.

وفي إطار رؤية التحديث الشاملة التي يقودها رئيس هيئة الاركان العامة الفريق الركن زكريا شيخ إبراهيم، يشهد المركز منذ فبراير 2024 مشروع تطوير ضخم بتمويل من البنك الألماني للتنمية وإشراف إدارة العلاقات الدولية في الجيش الوطني، بهدف إنشاء مركز تدريب عسكري حديث بمعايير عالمية يواكب متطلبات العمليات الوطنية والدولية.

وفي هذا السياق، قام الفريق الركن زكريا شيخ إبراهيم يوم الخميس الماضي بزيارة ميدانية إلى موقع المشروع لتفقّد سير الأعمال، حيث استُقبل بترحيب عسكري رسمي بحضور القيادات والكوادر الفنية والعسكرية المشرفة على التنفيذ.

واستهلّت الزيارة بعرض توضيحي شامل على الخريطة قدّمه العقيد عبد العزيز أحمد جامع، المنسق الميداني للمشروع، الذي استعرض مكونات المركز الجديد، بما في ذلك مناطق الإيواء ومرافق التدريب وغرف المحاكاة والمنشآت اللوجستية.

وأوضح أن المركز سيُصبح بعد اكتماله قطبًا إقليميًا للتدريب المشترك وفق أحدث المعايير الدولية.

 ويقترب المشروع من مراحله النهائية، إذ سيستوعب ما يصل إلى ألف جندي موزعين على ثلاثة مواقع مختلفة، ويضم بنية تحتية متكاملة تشمل: - أجهزة محاكاة للرماية من الجيل الحديث. - مباني سكنية للضباط والجنود. - مساكن خاصة للعناصر النسائية وكبار الزوار. - عشر قاعات دراسية ومكتبة وقاعة مؤتمرات. - مطعمًا يتسع لـ 300 شخص ومطبخًا حديثًا. - قاعة ترفيهية ومرآبًا للآليات ومسجدًا. - وبرج مياه لضمان إمداد دائم بالمياه العذبة.

وعقب العرض، قام رئيس هيئة الأركان العامة بجولة ميدانية شاملة لمختلف المرافق، حيث إطلع على التقدم المحرز في سير الأعمال وفق الجدول الزمني المحدد ، وأشاد بجودة التنفيذ والانضباط المهني للفرق العاملة، مؤكدًا أن المركز الجديد سيمثل نقلة نوعية في مسار تحديث القدرات العملياتية للقوات المسلحة الوطنية.

كما شدّد على ضرورة الالتزام بالآجال المحددة لضمان الجاهزية الكاملة لمشروع تطوير المركز قبل ابتعاث الكتيبة القادمة إلى الصومال.