امتدادا لفعاليات النسخة السابعة من الأسبوع الوطني للمعاق، شهد مجمّع الرحمة التنموي، يوم الخميس الموافق 27 نوفمبر 2025، حفلًا مخصصًا للإطلاق الرسمي للقافلة الطبية الموجهة لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك بحضور المدير العام للوكالة الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة، السيد/ دعاله سعيد محمود، والمدير الإقليمي للرحمة العالمية في جيبوتي، السيد/ عبد الغني القرشي، ومدير مستشفى الرحمة الدكتور/ محمد علَم الدين، إلى جانب الفريق الطبي المكلف بتنفيذ القافلة، وعددٍ من المستفيدين وأسرهم.

هذه المبادرة الطبية جاءت ضمن الجهود الرامية إلى توسيع نطاق الخدمات الصحية الشمولية، وتيسير وصول الفئات الأكثر هشاشة إلى الرعاية الطبية المتخصصة. وتهدف القافلة التي سيستفيد منها نحو 200 شخص، إلى تقديم حزمة متكاملة من الفحوصات والعلاجات، بما يتناسب مع احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، عبر آليات منظمة ومركزة، تسهم في تحسين جودة الخدمات الطبية، وتعزيز التنسيق بين الهيئات الصحية والاجتماعية المعنية.

ووفقًا للقائمين عليها، ستمتد فعاليات القافلة على مدار أسبوعين، حيث سيستفيد منها خلال الأسبوع الأول 20 شخصًا يوميًا، بينما يشمل الأسبوع الثاني 16 شخصًا يوميًا. وستغطي التخصصات الطبية جميع الاحتياجات المحددة للمستفيدين، مع إجراء الاستشارات بالتنسيق المباشر مع مستشفى الرحمة، على أن يقدّم كل مستفيد بطاقة التنقل والشمول الخاصة به أو بطاقة الهوية لضمان سهولة الإجراءات واعتماد البيانات.

وفي كلمة له خلال المناسبة، عبّر مدير مستشفى الرحمة عن اعتزازه بمشاركة مؤسسته الطبية في هذه المبادرة الإنسانية، التي تتزامن مع النسخة السابعة من الأسبوع الوطني للإعاقة، مؤكّدًا أن رعاية هذه الفئة تأتي في مقدمة أولويات القيادة السياسية في البلاد، ممثلةً في رئيس الجمهورية السيد إسماعيل عمر جيله، والسيدة الأولى، اللذين يوليان قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة اهتمامًا متواصلًا يترجم قيم العدالة والكرامة الإنسانية.

وأشار الدكتور علم الدِّين إلى أن القافلة الطبية لا تقتصر على تقديم الخدمات العلاجية فحسب، بل تمثل نموذجًا متكاملًا لتلبية احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة بصورة شاملة، بما يسهم في بناء مسارات طبية واجتماعية أكثر عدالة واستدامة، ويعزز مستوى التنسيق بين الشركاء من المؤسسات الصحية والهيئات الاجتماعية، لتحقيق أثر عملي ملموس ينعكس إيجابيًا على حياة المستفيدين وأسرهم.

وفي ختام كلمته، أكد الالتزام الراسخ لمستشفى الرحمة بدوره الإنساني والمجتمعي، قائلًا: «نضع خبراتنا وإمكاناتنا في خدمة هذه المبادرة المباركة، إيمانًا منا بأن كرامة الأشخاص ذوي الإعاقة وصحتهم جزء لا يتجزأ من كرامة المجتمع وصحته.

نسأل الله أن تكون هذه الخطوة منطلقًا لمبادرات أوسع أثرًا وأعمق نفعًا، وأن يبارك جهود جميع العاملين والشركاء». من جهته، أوضح المدير العام للوكالة الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة ، أن هذه القافلة تأتي في إطار حرص الحكومة على تعزيز حق الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في الرعاية الصحية، وتقليص الفوارق في الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما ينسجم مع التوجهات الوطنية نحو تمكين هذه الفئة وصون حقوقها الإنسانية والاجتماعية.

واعتبر السيد/ دعاله سعيد محمود، هذه القافلة بأنها جزء من رؤية وطنية شاملة ترمي إلى بناء منظومة صحية أكثر انصافًا واندماجًا،تُصاغ فيها السياسات العامة بما يستجيب للاحتياجات الواقعية للأشخاص ذوي الإعاقة، ويضع كرامتهم في صميم عملية اتخاذ القرار.

كما أكد أن الوكالة، باعتبارها الجهة المرجعية في هذا المجال، تعمل على ترسيخ ثقافة الرعاية الاستباقية القائمة على التشخيص المبكر، وتفعيل مسارات علاجية متخصصة، بما يضمن الانتقال من نموذج «الاستجابة للحالات” إلى نموذج “الوقاية والتحصين المجتمعي».