بغرض تحسين الربط الإقليمي وزيادة فعالية الخدمات اللوجستية التي تقدمها جيبوتي بطول الممر الذي يربط بينها وبين العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وافق البنك الدولي ،يوم امس الاول الجمعة على ائتمان بقيمة 70 مليون دولار أمريكي لهذا الغرض تقدمه المؤسسة الدولية للتنمية، ذراع البنك الدولي .
ومن شأن هذا المشروع الجديد أن يدعم الجهود المبذولة لتعزيز دور جيبوتي كميناء رئيسي للعبور في منطقة شرق ووسط أفريقيا.
وسيؤدي إنشاء ممر على طول طريق مطور وأكثر كفاءة وأماناً في جيبوتي إلى جذب المزيد من الاستثمارات وتسهيل التجارة الإقليمية والمحلية وخلق فرص عمل وفرص اقتصادية جديدة،بالإضافة إلى ذلك، سوف يسهم هذا المشروع في تحقيق الهدف الأسمى للبلاد والذي يتمثل في الحد من الفقر..
وتعليقاً على هذا، قال وزير الاقتصاد والمالية، المكلف بالصناعة: «نظراً للموقع الإستراتيجي الذي تتمتع به جيبوتي في منطقة القرن الأفريقي، يلعب قطاع النقل دوراً محورياً في اقتصادها وفي الاقتصاد الإقليمي أيضاً،وسوف يؤدي تحسين مستوى الربط الإقليمي والطرق الواصلة بين مناطق جيبوتي إلى تقوية قدرة البلاد على الصمود لتحقيق نموٍ أكثر استدامة وشمولاً.
وتابع الوزير بالقول «نحن ممتنون لجميع الجهود التي يبذلها شركاؤنا في التنمية ، والبنك الدولي على وجه الخصوص ، لدفع أجندة مبادرة القرن الأفريقي إلى الأمام».
ومن المقرر أن يدعم مشروع الممر الاقتصادي الإقليمي جيبوتي في إعادة تأهيل وتطوير الممر الجنوبي بين جيبوتي وأديس أبابا، والذي يربط إثيوبيا غير الساحلية بالأسواق العالمية عبر الوصول إلى ميناء جيبوتي. علاوة على ذلك، سيعمل هذا المشروع على بناء بنية تحتية تكون قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية من ناحية، وملتزمة بمعايير السلامة على الطرق من ناحية أخرى. وستشتمل هذه العملية أيضاً علي نشر نظم النقل الذكي التي تهدف إلى تبسيط العمليات والإجراءات الإدارية وتحسين حركة الشحن، جنباً إلى جنب،مع تقوية قدرات المؤسسات الجيبوتية على دعم إدارة الطرق واستخدامها على الوجه الأمثل. وستعمل التدخلات التي تشتمل عليها هذه العملية أيضاً على تحسين خدمات العبور وتسهيل الإجراءات الجمركية لتقليل التأخير على طول الممر والوقت اللازم للتخليص الجمركي في ميناء جيبوتي.
من جانبه قال بوبكر سيد بري، الممثل المقيم للبنك الدولي في جيبوتي: «يكتسب الممر الاقتصادي الإقليمي لجيبوتي أهمية بالغة فيما يتعلق بتعزيز دورها كمركز إقليمي للنقل والتجارة؛ ومن شأن هذا المشروع أن يسهم بشكل كبير في تحقيق النواتج الإنمائية طويلة الأجل، ليس فقط لجيبوتي، بل لمنطقة القرن الأفريقي بأكملها وما وراءها أيضاً».
وفي سياق تعليقها على هذا المشروع، قالت بثينة غرمازي مديرة التكامل الإقليمي لأفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي: «يعتبر التكامل الإقليمي أحد المحركات الرئيسية لتسريع وتيرة النمو في بلدان منطقة القرن الأفريقي والحد من معدلات الفقر بطريقة شاملة للجميع. والمشروع الجديد يدعم جيبوتي في جهودها لتحقيق التعافي من خلال تحسين مستوى ربطها إقليمياً ورفع كفاءة بنيتها التحتية، وتسهيل التجارة من أجل خلق فرص العمل، وتقوية رأسمالها البشري، فضلاً عن تمكين النساء والشباب
تجدر الإشارة إلى أن مشروع «الممر الاقتصادي الإقليمي لجيبوتي» هو الثاني في سلسلة من المشاريع التي تهدف إلى دعم تطوير ممرات النقل الإقليمية في إطار مبادرة القرن الأفريقي.