دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث أمس الأول السبت لوقف فوري للعمليات العسكرية مع تجدد أعمال العنف في الجوف وفي ظل استمرار انتهاكات الحوثيين في اليمن وتنفيذ هجمات تقوض جهود السلام في البلد الذي يعاني ويلات الحرب منذ سنوات.

وقال غريفيث للصحفيين في مدينة مأرب «وجهت في الأسبوع الماضي دعوة لوقف الأنشطة العسكرية واليوم أكرر تلك الدعوة لوقف فوري وغير مشروط. ببساطة لا يمكن لليمن أن ينتظر».

وأضاف «يمر ‎اليمن بمنعطف خطير فإما أن تصمت البنادق ويتم استئناف العملية السياسية، أو ينزلق اليمن مرة أخرى لنزاع واسع النطاق كما نشهد اليوم في مأرب»، مؤكدا على ضرورة الوقف الفوري للعمليات العسكرية وبدء عملية خفض تصعيد شاملة وجامعة تسمح بالمحاسبة والمساءلة».

وتابع «يجب أن تُترجم الردود الإيجابية الأولية التي تلقيتها من أطراف النزاع في ‎اليمن بشأن هذه الدعوة لأفعال فورية على الأرض فاليمن لا يستطيع الانتظار».

وتأتي دعوة غريفيث بعد تصريحات لوزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني بشأن انتهاكات الحوثيين في الجوف، مشيرا إلى أن جرائم الحوثيين تحدث تحت سمع ومرأى المجتمع الدولي والمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن.

وقال الإرياني الثلاثاء الماضي إن «جرائم الحوثيين تتم تحت سمع وبصر المجتمع الدولي والمبعوث الخاص لليمن مارتن غريفيث الذي لم يحرك ساكنا تجاه عدوان المليشيا الحوثية على محافظة الجوف».

وتابع أن «هناك تقارير ميدانية تؤكد ارتكاب مليشيا الحوثي، جرائم إعدام ميداني في مدينة الحزمعاصمة الجوف»، مضيفا إن «التقارير تؤكد ارتكاب المليشيا إعدام ميداني وتصفية للجرحى في مستشفى الحزم واختطافات واعتقالات للكادر الطبي وأكاديميين وموظفين في المكاتب التنفيذية ومداهمة لعشرات المنازل وترويع الأطفال والنساء واقتحام ونهب للمحال التجارية». 

ودعت الحكومة اليمنية الأربعاء المنصرم الكونغرس الأميركي إلى تصنيف الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية. 

ويحتاج أكثر من 12 مليون طفل يمني إلى الحصول على مساعدات إنسانية عاجلة، بحسب تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة ‹يونسيف›.

وتحدثت منظمات إنسانية عن وضع يزداد تدهورا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في شمال البلاد، مع مواجهة عمال الإغاثة الاعتقال والترهيب عند محاولتهم توزيع الغذاء على ملايين من اليمنيين الذين يعانون بسبب الحرب المستمرة منذ 5 سنوات.

وأمام تزايد انتهاكات الحوثيين أعلن «التحالف العربي» بقيادة السعودية الأربعاء، إحباط هجوم إرهابي لاستهداف ناقلة نفط في بحر العرب، قبالة السواحل الشرقية لليمن.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية ‹واس› عن المتحدث باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي، قوله إنهم تمكنوا من «إحباط وإفشال عمل إرهابي وشيك كان يستهدف إحدى ناقلات النفط في بحر العرب، وبمسافة 90 ميلا بحريا جنوب شرق ميناء نشطون اليمني (يتبع محافظة المهرة المحاذية لسلطنة عمان)».

وأوضح المالكي أن «المحاولة وقعت الثلاثاء أثناء إبحار ناقلة النفط باتجاه خليج عدن ومحاولة 4 زوارق مهاجمة السفينة وتفجيرها بزورق غير مأهول، يتم التحكم به من بعد»، معتبرا أن «التهديد البحري لأمن الطاقة العالمي وطرق المواصلات البحرية والتجارة العالمية للسفن، أصبح تهديدا استراتيجيا للأمن العالمي».

وشدد المالكي على الاستمرار في «تطبيق الإجراءات والتدابير اللازمة لتحييد وتدمير أي تهديد بحري بمنطقة عمليات التحالف البحرية».

ودعا الشركاء الدوليين إلى «توحيد وتكاتف الجهود لتحييد هذه التهديدات على الأمن العالمي».

وتجددت المعارك العنيفة في محافظة الجوف منذ الشهر الماضي واحتدمت باستيلاء الحوثيين على الحزم عاصمة الجوف.

والتقى غريفيث بمحافظ مأرب وبحث موضوع تدفق سبعة آلاف عائلة طردتهم الميليشيات الحوثية من مديريتي الحزم والغيل، بحسب ما أفادت به مصادر قناة العربية.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم أمس الأول السبت إن المعارك في الجوف شمال اليمن تسببت في نزوح نحو 70 ألف شخص، أو ما يقدر بعشرة آلاف أسرة، إلى محافظة مأرب المجاورة.

ووضع التصعيد الأحدث في الصراع حدا لهدوء نسبي دام أكثر من ثلاثة أشهر في الحرب الدائرة منذ خمس سنوات. وكان ذلك قد وسع آفاق السلام بعد أوقف الحوثيون هجمات كانوا ينفذونها بصواريخ وطائرات مسيرة على المملكة.

وأدى تصاعد العنف هذا الشهر إلى تجدد الهجمات الصاروخية الحوثية على السعودية وإلى تجدد الضربات الجوية ردا على ذلك من التحالف.