تشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية تصعيداً عسكرياً متزايداً مع استمرار هجوم متمردي ما يسمى بحركة «أم 23»، مما دفع الحكومة الكونغولية إلى طلب دعم عسكري من دول الجوار في محاولة لوقف تقدم المتمردين الذين سيطروا على مناطق إستراتيجية في شرق البلاد. وبموجب اتفاقيات أمنية وعسكرية، تدخلت بورندي لدعم القوات النظامية الكونغولية في التصدي للمتمردين، بينما أرسلت كينشاسا وفداً رسمياً إلى تشاد، حيث التقى الرئيس محمد إدريس ديبي إنتو، لبحث إمكانية الحصول على دعم عسكري إضافي.
وتأتي هذه التطورات في وقت يكثف فيه الرئيس الكونغولي، فيليكس تشيسيكيدي، جهوده الدبلوماسية والعسكرية لاحتواء الأزمة، وسط تصاعد المخاوف من تحول الصراع إلى حرب إقليمية، خاصة مع اتهام كينشاسا لرواندا بدعم متمردي «أم 23».
ويثير استمرار المعارك في شرق الكونغو مخاوف من اتساع نطاق المواجهات في منطقة البحيرات العظمى، في ظل تعقيدات أمنية وسياسية تهدد استقرار المنطقة بأكملها.
في يساق متصل ، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأن 75 بالمائة من النازحين شرق الكونغو الديمقراطية يعانون من سوء التغذية، حيث يستمرّ الوضع الإنساني في التدهور الشديد، في ظل تواصل النزاع المسلّح.
وذكر البرنامج أن استمرار النزاع المسلح يعرّض حياة الملايين من الناس للخطر، حيث وصل انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات حرجة، ويتفاقم بشكل مستمر بسبب النزوح الجماعي للسكان.
وأجرى برنامج الأغذية العالمي مسحا، في الفترة من 4 إلى 7 فبراير المنقضي، كشف عن معاناة ما يقرب من 75 بالمائة من النازحين من درجة ضعيفة من الاستهلاك الغذائي، وهي علامة على سوء التغذية، وقد ارتفع هذا الرقم بشكل كبير منذ ديسمبر 2024 – ارتفع من 13 بالمائة إلى 71 بالمائة – بعد سيطرة حركة “23 مارس” المسلحة على غوما.
وأصبح الوضع حرجا في مخيمات النازحين داخليا ومراكز الإيواء الجماعية ولدى الأسر المضيفة، حيث يعاني 74 بالمائة من العائدين إلى منازلهم و72 بالمائة من النازحين داخليا من وضع حرج للغاية، وبسبب حرمانهم من الموارد، فقد 80 بالمائة من النازحين مخزوناتهم الغذائية ووسائل معيشتهم.
وأشار التقرير إلى أن “الوصول إلى المساعدات الإنسانية لا يزال يشكل تحديا كبيرا، بسبب غلق مطار غوما، مما يعقّد عملية توصيل المساعدات ونشر الفرق الإنسانية، كما أن التأخير الناجم عن الإجراءات الجمركية والصعوبات في الحصول على التأشيرات يؤدي أيضا إلى بطء الاستجابة الإنسانية.
كما أن الوصول من الطرق المؤدية إلى غوما وبوكافو أصبح غير آمن بسبب المعارك المستمرة، حسب التقرير. وتجاوز عدد النازحين داخليا على مشارف غوما نهاية شهر يناير الماضي، 700 ألف شخص.
وقد أدى استيلاء حركة “23 مارس” على المدينة إلى موجة نزوح جديدة نحو بوكافو وأوفيرا وتنجانيقا، وحتى دولة بورندي المجاورة، التي استقبلت بالفعل أكثر من 42 ألف طالب لجوء كونغولي في غضون أسبوعين.
وتعرضت البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك إمدادات المياه والصرف الصحي والخدمات الصحية، لأضرار بالغة، وتم تدمير العديد من مواقع النزوح، مما ترك الآلاف من الأشخاص دون مأوى أو إمكانية للوصول إلى الخدمات الأساسية.وإزاء هذه الحالة الإنسانية الطارئة، دعت المنظمات غير الحكومية والوكالات الدولية إلى زيادة المساعدات بشكل فوري لتجنب كارثة غذائية واسعة النطاق في جمهورية الكونغو الديمقراطية.