من المقرر أن يجتمع وزراء خارجية دول منظمة الإيجاد الإقليمية اليوم الخميس في نيروبي حول أوضاع مليون لاجئ صومالي شردتهم قرابة ثلاثة عقود من القتال. وسيقوم المجلس الوزاري للهيئة الحكومية للتنمية (الإيجاد) بمراجعة التقدم في تنفيذ إعلان نيروبي وخطة العمل بشأن الحلول الدائمة للاجئين الصوماليين وإعادة دمج العائدين في الصومال. وقالت منظمة الإيجاد: «سيتم عرض ومناقشة تقريرين حول عملية رسم الخرائط للاستثمارات الإنسانية والإنمائية الحالية والمزمعة المرتبطة بخطة عمل نيروبي».وأضافت أنه من المتوقع أن يقوم الوزراء بإعداد إجراءات رئيسية لتنفيذ إعلان نيروبي وخطة العمل التي تم وضعها قبل عام ، بالإضافة إلى تأمين التزامات فنية ومالية من شركاء التنمية.

الخسائر الضخمة في قطاع الثروة الحيوانية في الصومال تلحق أضراراً فادحة بسبل المعيشة والأمن الغذائي

في سياق آخر، حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) يوم أمس الأول من أن نفوق قطعان الماشية بشكل كبير في الصومال نتيجة للجفاف، والذي وصل إلى نسبة 60 في المائة من القطيع في بعض المناطق، الحق أضراراً فادحة بسبل معيشة الرعاة. ويهدد هذا الأمر بتفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي في البلاد، والتي تظل حالة حرجة في مناطق الصومال الشمالية والوسطى.
وقالت الفاو في تقريرها «النظام العالمي للمعلومات والإنذار المبكر» إنه مع التوقعات بهطولات مطرية تحت المتوسط في أبريل-يونيو، فإن هناك حاجة طارئة لتعزيز صمود مجتمعات الرعاة وتجنب تدهور في سبل المعيشة والأمن الغذائي.
وقال دانييل دوناتي، ممثل الفاو في الصومال: «تعتبر الصومال تقليدياً دولة ذات اقتصاد زراعي رعوي. أثرت الخسائر الكبيرة في الثروة الحيوانية بشكل كبير على الاقتصاد والشعب الصومالي. ومن المهم جداً أن نواصل تقديم الدعم للرعاة لتقوية صمودهم في وجه الصدمات المناخية وذلك عن طريق تقديم مساعدات بيطرية وأعلاف لحيواناتهم».
وفي مناطق الرعي الوسطى والشمالية في البلاد، فإن الآثار السلبية للجفاف الممتد في 2016 و2017 على الماشية بشكل خاص زادت أعداد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد بنسبة تقدر بـ3 بالمائة، ليصل العدد إلى 1.8 مليون شخص، أو 30 في المائة تقريباً من سكان هاتين المنطقتين.
وكان الوضع العام للأمن الغذائي في الصومال قد تحسن بعض الشيء في بداية 2018 وذلك بشكل رئيسي بسبب المساعدات الإنسانية الواسعة والمستدامة. فقد انخفض عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد بنسبة 15 في المائة مقارنة بالعدد الذي سجل في أواخر 2017، لكنه يظل يزيد بنسبة 170 في المائة عن مستويات ما قبل الأزمة.
الأثر الاقتصادي
وقد أدت الخسائر الضخمة إلى نقص الإمدادات في السوق، وهو ما أدى بدوره إلى ارتفاع كبير في أسعار المشاية ومنتجاتها، مثل الحليب، وهبوط حاد في الصادرات الحيوانية. ويتوقع أن يؤثر هذا بشكل كبير على الاقتصاد الصومالي، حيث يشكل قطاع الثروة الحيوانية حوالي 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وحيث ينشط 65 في المائة من السكان في قطاع تربية الحيوانات.
وتعاني الأسر في مناطق الرعي بالفعل من الآثار الاقتصادية السلبية، وهو ما تعكسه المستويات المرتفعة من المديونية لهذه الأسر، وهو ما يحد أيضاً من القدرة على الحصول على الطعام. فقد زادت مديونية العائلات في المناطق الشمالية والوسطى بنسبة 400 في المائة خلال 2017، وذلك بسبب شراء الطعام والماء بالدين والاقتراض لتمويل هجرة الماشية.
دعم الفاو
وللاستجابة للاحتياجات الطارئة للرعاة المتأثرين بالأزمة، قدمت الفاو خدمات صحة حيوانية لـ38.3 مليون رأس حيوان في عام 2017 (تلقيح وعلاج ضد الطفيليات والمرض والإصابات)، كما قدمت أعلاف مكملة (مكعبات مراعي وكتل مواد معدنية) لـ900,000 رأس من قطعان الماشية، إضافة إلى 53 مليون لتر من المياه.
وفي عام 2018 تهدف الفاو إلى مساعدة 2.7 مليون صومالي في الأرياف، وقد ناشدت المجتمع الدولي لتقديم 236 مليون دولار أمريكي لإدامة هذه التدخلات لدعم الثروة الحيوانية ومساعدة المزارعين على تأمين محاصيل جيدة وتقديم النقد للسكان الأكثر ضعفاً لكي تظل الأسر قادرة على العيش إلى أن تستعيد انتاجها الذاتي من الغذاء. فتقديم النقد والدعم لسبل كسب المعيشة في الأرياف يؤدي ليس فقط إلى مكافحة الجوع، بل أيضاً إلى تقليل النزوح وبيع الأصول المنتجة التي تطعم الناس وتحافظ على سبل حياتهم.