قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد المنتهية ولايته إن سلطنة عمان ستستضيف جولة مباحثات جديدة بشأن اليمن. وأضاف ولد الشيخ أحمد أن خليفته القادم البريطاني مارتن غريفثت سيقوم بالتحضير لهذه الجولة الجديدة التي ستبدأ بلقاءات ومشاورات بين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.يُشار إلى معارك اندلعت مطلع ديسمبر الماضي بين الحوثيين وقوات صالح، وانتهت بمصرع الأخير على يد مقاتلي الحوثي، وفض حلفهما الذي بدأ منذ اجتياح مسلحيهما للعاصمة صنعاء أواخر سبتمبر 2014.
ولفت المبعوث الدولي إلى أن الجولة ستؤكد على الحل السلمي والسياسي، وضرورة تقديم تنازلات من الأطراف للوصول إلى تسوية سلمية.
وذكر ولد الشيخ أحمد -الذي أعلن قبل أسبوعين عن قراره بعدم الاستمرار في منصبه بعد انتهاء ولايته يوم 28 فبراير الجاري- أن خليفته سيجد خارطة طريق مبلورة وواضحة «وهي مبنية على أسس محددة» دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.
وكانت مصادر سياسية يمنية كشفت الخميس الماضي لوكالة الأناضول أن وفد جماعة الحوثي في مسقط تراجع عن إجراء مشاورات مع الأمم المتحدة خلال فترة عمل المبعوث الأممي الحالي، رغم موافقتهم المسبقة على ذلك.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي -الذي يمثل الحكومة الشرعية- قد اتهم الحوثيين بإغلاق الباب أمام فرص السلام، بدءا بالمحادثات التي جرت في سويسرا وانتهاء بجولات المفاوضات التي احتضنتها الكويت رغم تنازلات قدمتها الحكومية الشرعية لحقن الدماء ووضع حد لمعاناة الشعب.

ثلاثة مليارات دولار لدرء الجوع والمرض في اليمن

على صعيد آخر، أعلنت الأمم المتحدة أن اليمن يواجه أكبر أزمة إنسانية في العالم مع وجود 22 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة، مجددة نداءها لجمع ثلاثة مليارات دولار لدرء خطر المرض ومجاعة وشيكة. وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن تصاعد وتيرة العنف في اليمن أجبر نحو 85 ألف شخص على النزوح في الأسابيع العشرة الماضية.
وأضافت أن أكثر من 70% من الذين نزحوا قبل ديسمبر الماضي فروا من التصعيد العسكري في محافظتيتعز والحديدة. كما رصدت المفوضية عمليات نزوح جديدة في محافظات الجوف وحدّة وشبوة. وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة للصحفيين في نيويورك الجمعة، إن المنظمة الدولية للهجرة أطلقت نداء جديدا لجمع ما قيمته 96.2 مليون دولار لتمويل استجابتها في اليمن الذي يشهد إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وأضاف «نشعر بالرعب من أن يؤدي العنف الراهن إلى موجات جديدة من نزوح المدنيين، خاصة أن أكثر من 85 ألف شخص اضطروا إلى النزوح داخل البلاد منذ الأول من ديسمبر (كانون الأول) الماضي».
وأشار إلى أن المفوضية ناشدت المجتمع الدولي توفير نحو 200 مليون دولار للوفاء بالاحتياجات الإنسانية الحرجة، لكنها بدأت العام الحالي بـ3% فقط من التمويل المطلوب، «لذلك تكرر دعوتها المجتمع الدولي إلى تخصيص أموال للاستجابة الإنسانية في اليمن».
وكانت المنظمة قد وجهت الشهر الماضي نداء لجمع ثلاثة مليارات دولار لدرء خطر مجاعة وشيكة، إضافة إلى انتشار الكوليرا والدفتيريا.