من المرجح أن ينخفض عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في جنوب السودان إلى 4.8 مليون شخص خلال الربع الأخير من هذا العام، بعدما وصل إلى 6 ملايين شخص في يونيو.إلا أن ذلك لن يضع نهاية لأزمة الجوع الحالية بسبب استمرار النزاع والتضخم المفرط في أسعار المواد الغذائية.
هذا ما أشار إليه تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المشترك الصادر عن حكومة جنوب السودان ومنظمة الأغذية والزراعة الفاو واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي وغيرهم من الشركاء الإنسانيين.
ويتوقع تدهور حالة الأمن الغذائي في مطلع عام 2018، وأن يحل «موسم الجوع» عند نفاد المخزونات الغذائية لدى الأسر وعدم امتلاك الكثيرين للوسائل الكافية من أجل التعامل مع الضغوط الناشئة عن ضعف موسم الحصاد.
وقد تجاوزت معدلات سوء التغذية عتبة الطوارئ التي حددتها منظمة الصحة العالمية بنسبة 15 في المائة، حيث يعاني أكثر من 30 في المائة من السكان من سوء التغذية. ويتوقع أن يصل عدد الأطفال دون سن الخامسة المصابين بسوء التغذية إلى أكثر من 1.1 مليون طفل في عام 2018، بمن فيهم نحو 300 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويواجهون خطر الوفاة.
كما أن انعدام الأمن يعيق إنتاج الغذاء ويعرقل حركة الأسواق، وبالإضافة إلى إضعاف الاقتصاد، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء بشكل كبير.
ويحذر التقرير من أن استمرار النزاع، إضافة إلى القيود المتزايدة على قدرة منظمات الإغاثة على الوصول إلى المناطق وانعدام الاستقرار الاقتصادي، سيؤدي على الأرجح إلى تدهور الظروف المتدهورة أصلاً في العديد من المناطق في جنوب السودان خلال عام 2018.
يشار إلى أن الفاو قامت بتزويد معدات للصيد والزراعة إلى أكثر من 4.2 مليون شخص، يعيش معظمهم في مناطق متأثرة بالنزاع أو يصعب الوصول إليها، لدعمهم في زراعة المحاصيل أو الخضروات أو صيد الأسماك لإطعام أنفسهم. كما قامت أيضا بتطعيم أكثر من 4.8 مليون رأس ماشية لحماية هذه الحيوانات التي تشكل سبل عيش للعائلات الضعيفة.
وأما اليونيسف وشركاؤها فقد قاموا بمعالجة أكثر من 160 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. وتهدف اليونيسف إلى الوصول إلى 207 ألف طفل يعانون من سوء التغذية. كما زودت اليونيسف أكثر من 750 ألف شخص بمياه الشرب الآمنة ووفرت مرافق صحية لنحو 230 ألف شخص آخرين.
من جهته قام برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه بتقديم المساعدة لنحو 4.6 مليون شخص في جنوب السودان حتى الآن من خلال برامج النقد مقابل الغذاء إضافة إلى الدعم التغذوي للأطفال دون سن الخامسة. كما قامت فرق طوارئ متنقلة، بتقديم الدعم لنحو 1.8 مليون شخص هذا العام.