أدت الاضطرابات والاشتباكات المستمرة في افريقيا الوسطى غير المستقرة منذ سنين عديدة إلى تهجير «عدد قياسي» من المواطنين يقارب 1,1 مليون شخص، أي حوالي ربع سكان البلاد، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة الجمعة. ولفت الناطق باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أندري ماهسيتش إلى أن الأعداد الحقيقية ربما تكون أكبر بكثير.
وقالت المفوضية في بيان إن «أعداد اللاجئين ربما تكون أكبر بكثير لأن آلاف الناس هربوا إلى أماكن بعيدة لا يمكن الوصول لها عادة»، مشيرة إلى أن نحو 167 ألف شخص هربوا إلى الكونغو الديمقراطية المجاورة.
وفر نحو 513,676 شخص إلى الدول المجاورة، فيما نزح 600 ألف شخص إلى مناطق أخرى في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 4,5 مليون نسمة. وبين يناير الماضي وسبتمبر الجاري ، أجبر نحو 200 ألف شخص على الفرار من منازلهم بسبب تجدد العنف.
جنود من افريقيا الوسطى يضربون رجلا متهما بانه من السيليكا حتى الموت في بانغي
وغرقت افريقيا الوسطى في الفوضى في 2013 بعدما أطاح متمردو سيليكا الذي يدعون الدفاع عن الأقلية المسلمة بالرئيس المسيحي السابق فرنسوا بوزيزيه، ما أدى إلى هجوم مضاد شنته مجموعات «انتي بالاكا» ذات الغالبية المسيحية.
وسمح التدخل العسكري الفرنسي في ديسمبر 2013 - واكتوبر 2016 والامم المتحدة بانتخاب الرئيس تواديرا وعودة الهدوء الى بانغي، لكن ليس داخل البلاد حيث تصاعد العنف منذ نوفمبر الماضي. ومن الأسباب خلف أعمال العنف السيطرة على الموارد الطبيعية في هذا البلد.
وتجدد العنف بين مجموعات مسلحة مختلفة، إذ ينشب القتال لتحديد مناطق النفوذ والسيطرة على الموارد الطبيعية التي تتضمن الماس والذهب والأخشاب. وقتل 25 شخصا على الأقل مطلع الشهر الجاري في صدامات عرقية بين جماعات مسلحة، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء.
وحذر مؤخرا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية البريطاني سيفن أوبراين من بوادر إبادة تظهر في إفريقيا الوسطى حيث يتسع نطاق أعمال العنف، في كلمة ألقاها خلال اجتماع مغلق لمجلس الأمن ونقل دبلوماسيون فحواها.
وأثارت تصريحاته بلبلة داخل المنظمة الدولية التي لا تزال تحت وطأة الصدمة جراء فشلها في منع وقوع الإبادة في رواندا عام 1994. وتنشر الأمم المتحدة حوالي 12500 عسكري وشرطي في إفريقيا الوسطى للمساعدة على حماية المدنيين ودعم حكومة الرئيس فوستين أركانج تواديرا الذي انتخب العام الماضي.