شارك رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله يوم الاثنين الماضي في الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة حول مكافحة التصحر، التي احتضنتها مدينة أبيدجان بساحل العاج يومين 9 و20 مايو الجاري، تحت رعاية رئيس الجمهورية السيد/ الحسن عبد الرحمن واتارا.   

وشهد المؤتمر حضورا رفيع المستوى للعديد من رؤساء الدول والحكومات والوزراء من مختلف بلدان العالم، إلى جانب الكثير من رؤساء المنظمات الدولية.  

وناقشت الدورة الـ15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، ”مبادرة أبيدجان“ التي تضم أربعة محاور رئيسية، تتمثل في مكافحة إزالة الغابات والتشجيع على إعادة التشجير، وتنمية الإنتاج الزراعي، وتطوير سلاسل القيمة الشاملة والمستدامة، وتحديد سلاسل القيمة المستقبلية. 

وقد ألقى رئيس الجمهورية كلمة في افتتاح المؤتمر جاء فيها» اسمحوا لي، في البداية، أن أعرب، عن عميق امتناني لشعب ساحل العاج الصديق وحكومته ولرئيس الجمهورية السيد/ الحسن واتارا، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظينا بهما منذ أن وطئت أقدامنا أرض هذا الوطن... وأود بهذه المناسبة أن أشيد بمساهمة الأمم المتحدة في تنظيم هذا المؤتمر.    

لقد أصبحت حماية الطبيعة تدريجياً لأكثر من عقدين من الزمن معركة يومية، سواء أكان ذلك التغيُّر المناخي أو التنوع البيولوجي، أو مكافحة تدهور الأراضي، أو التصحر، إلخ.    

وبالفعل نتج عن هذه المعركة بالتأكيد العديد من البيانات والاتفاقيات، لكن على الرغم من طموحاتنا العالية والجهود المبذولة، لا يزال الوضع حرجًا للغاية.    

العلماء بالفعل يتحدثون عن نقاط التحول أو النقاط الحرجة لأنظمة إيكولوجية معينة، مما يعني أن هذه النظم البيئية قد وصلت إلى مرحلة من التدهور لم تعد تتيح إمكانية العودة إلى حالة التشغيل العادية.   

|ن منطقتنا لم تشهد أي أمطار منذ نهاية عام 2020، مما أدى إلى نفوق المواشي التي يعتمد عليها البدو الرحل في حياتهم، والذين يجدون أنفسهم مضطرين إلى التنقل بحثًا عن الطعام والماء والمراعي والالتحاق بمخيمات النازحين في البلدات المجاورة.  

ولا حاجة لإثبات العواقب المترتبة على ذلك. فنحن نعيشها بالفعل في منطقتنا. حالات الجفاف، التي عادة ما تكون دورية، وأصبحت الآن أكثر شدة، حيث تزداد رقعة الصحراء بسرعة، وتصبح المياه شحيحة بسبب جفاف المياه الجوفية. ونتيجة لذلك، يستمر نقص المياه الموجودة في التفاقم، بالإضافة إلى التهديد الحقيقي بالعطّش، هناك أيضًا خطر على صحة السكان نظرًا لنوعية المياه المتوفرة.    

|ن منطقتنا لم تشهد أي أمطار منذ نهاية عام 2020، مما أدى إلى نفوق المواشي التي يعتمد عليها البدو الرحل في حياتهم، والذين يجدون أنفسهم مضطرين إلى التنقل بحثًا عن الطعام والماء والمراعي والالتحاق بمخيمات النازحين في البلدات المجاورة.  

وبالتالي فإن نزوح السكان بسبب المناخ أصبح حقيقة واقعية في القرن الأفريقي.    

ونشهد منذ 40 عامًا، 4 مواسم متتالية تتميز بهطول قليل أو معدوم للأمطار. لذلك فإن الخطر حقيقي للغاية.    

إنه مما لا شك فيه أن البلدان شبه القاحلة والقاحلة مثل جيبوتي هي الأكثر تأثراً بتداعيات تغير المناخ، الذي يتسم بالفعل بقلة هطول الأمطار وعدم انتظامها، لا سيما درجات الحرارة المرتفعة والتبخر الشديد، مما يعرِّضها –أي البلاد - وبشكل خاص لظاهرة التصحر والجفاف المتزايد، ما يحول دون تعافي السكان الرحل من التصحر والجفاف.    

وفي سبيل مواجهة هذه الظاهرة أو التأقلم معها تبنت جيبوتي العديد من الاستراتيجيات من أبرزها:-    

 إعادة التشجير في جميع أنحاء البلاد.    

إيجاد حلول محلية ملائمة.     

تشجع توفير المياه مثل الري بالتنقيط وإنشاء المزارع البلاستيكية.  

تعبئة المياه السطحية من أجل تكوين احتياطي مائي لاستخدامه في الري الزراعي وتجديد المياه الجوفية.  

منح المُدْخلات الزراعية وخاصة البذور المُحَسَّنة لجميع المزارعين في المناطق الزراعية في عموم التراب الوطني.    

استخدام الطائرات بدون طيار لبذر مناطق المراعي خلال موسم الأمطار للسماح بتجديد الغطاء النباتي على مساحات واسعة.   

توفير دورات تدريبية للمزارعين الرعويين حول تجديد المراعي واتباع الممارسات الجيدة في تقنيات الزراعة.   

 

السيدات والسادة،  

 

إن الصلة الواضحة بين تدهور الأراضي وانعدام الأمن الغذائي والهجرة والبطالة والفقر، حلقة مفرغة لا يمكن كسرها إلا إذا تعلَّمنا أن نعيش بشكل أفضل وفي وئام مع الطبيعة.   

وللتعامل مع هذه الملاحظة، هناك ضرورة أساسية للانتقال من مرحلة الالتزامات إلى مرحلة العمل.  

وهذا يعني أن الدورة الـ15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحّر يجب أن تمثِّل نقطة البداية للتنفيذ الحقيقي لالتزامات الدول وشركاء التنمية فيما يتعلق بإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة من أجل استعادة النظم الإيكولوجية الأرضية. وبالطبع، يجب تعزيز هذه الإجراءات من خلال:    

استثمارات ضخمة وتدابير جديدة وقوية تستند إلى مقاربة منهجية وإطار مبتكر للحوكمة الجريئة للتنمية المستدامة وتحديد الأهداف التي يتعين تحقيقها.  

إشراك جميع أصحاب المصلحة.    

تطوير التقنيات الخضراء المتكاملة وتبادل المعرفة لتعزيز الممارسات الجيدة في الإدارة المستدامة للأراضي.   

تعزيز الشراكات الإقليمية والعالمية للاستثمار في الاستعادة والإدارة المستدامة للأراضي في جميع منتديات التبادل التي سنقيمها.   

 

السيدات والسادة،  

 

 أخيرا يجب أن تكون السنوات العشر المقبلة، عقدًا من التحول حيث يجب علينا التغلب على الأنانية الوطنية وإبراز المسؤولية العالمية لأن مصير بلداننا في أيدينا.  

  

 رئيس الجمهورية يلتقي بنظيره الإيفواري على هامش المؤتمر   

 

التقى رئيس الجمهورية السيد / إسماعيل عمر جيله يوم الاثنين الماضي على هامش الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة حول مكافحة التصحر برئيس جمهورية ساحل العاج السيد/ الحسن واتارا.    

وتم خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها، فضلا عن الشراكات الممكن إقامتها بين البلدين ولاسيما في المجال الاقتصادي، خاصة وان موقعيهما على الشاطئين الغربي والشرقي للقارة السوداء من شأنه أن يشكل حلقة وصل جغرافية لتحقيق مستوى أكبر من التبادلات بين الدول الإفريقية من خلال التجارة البحرية.   

كما تطرقت محادثات الرئيسين إلى جملة أخرى من القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الأفريقي والدولي.   

وفي هذا الصدد، أكد الرئيسان على ضرورة اللجوء إلى الحوار للتغلب على الخلافات السياسية التي تعصف بالعديد من أنحاء القارة الإفريقية.