أقام رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، مساء يوم الخميس الماضي، مأدبة عشاء رسمية في القصر الجمهوري، على شرف الرىىيس الصومالي السيد/ حسن شيخ محمود، والضيوف الكبار الذين شاركوا في مراسم تدشين النصب التذكاري للسلام في مدينة عرتا، وإحياء الذكرى الـ ٢٥ لمؤتمر المصالحة الصومالية في عرتا.
وتميزت هذه الأمسية ببرنامج فني متنوع قدمته نخبة من الفرق الجيبوتية، من بينها فرقة ديجان، إلى جانب فرق صومالية بارزة أبرزها فرقة هورسيد، حيث أدّت عروضًا موسيقية وغنائية استحضرت أحداث مؤتمر عرتا للمصالحة الصومالية في العام ٢٠٠٠، مجسدةً الدور التاريخي الذي اضطلعت به هذه المدينة لتهيئة الظروف لعودة جمهورية الصومال الشقيقة إلى مسار السلام المستدام واستعادة مكانتها على الساحة الدولية.
وقد شارك في هذه المأدبة، إلى جانب الرئيس الصومالي، سلفه الرئيس شريف شيخ أحمد، وأربعة من رؤساء الوزراء السابقين لجمهورية الصومال، فضلًا عن شخصيات سياسية بارزة ومسؤولين رفيعي المستوى من الصومال الشقيق ، الذين لبّوا دعوة رئيس الجمهورية لحضور هذه المناسبة التاريخية التي تعكس عمق الروابط الأخوية المتينة بين جيبوتي والصومال، وتؤكد وحدة المصير بين الشعبين الشقيقين.
وفي بادرة تقدير وامتنان، قلد الرئيس الصومالي السيد/ حسن شيخ محمود, رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله. وسام الشرف الذي يعد أرفع الأوسمة في بلاده، وذلك عرفانًا بالدور المحوري الذي اضطلع به الرئيس جيله في إطلاق وتنظيم ومتابعة أعمال مؤتمر المصالحة الصومالية التاريخي الذي استضافته مدينةعرتا عام 2000.
كما يجسّد هذا الوسام تقدير الشعب الصومالي وامتنانه، فضلا عن كونه يعبر عن الاعتراف بالدور الدبلوماسي البارز الذي تؤديه جمهورية جيبوتي في ترسيخ السلام في الصومال.
وفي خطابه، شدّد رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية السيد/ حسن شيخ محمود، على الأهمية البالغة لهذا اليوم التاريخي، واصفًا إياه بأنه يوم خالد كُتب بحروف من ذهب في سجل التاريخ الصومالي.
وأكد أن العلاقات الأخوية بين جمهورية جيبوتي وجمهورية الصومال هي علاقات راسخة وعميقة الجذور، تقوم على قواسم مشتركة متينة، في مقدمتها رابطة الدم والدين والمصير المشترك.
وأضاف الرئيس الصومالي قائلًا:«إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن أقلّد نظيري الرئيس إسماعيل عمر جيله، وسام الشرف الوطني، بصفتي الرئيس العاشر لجمهورية الصومال الفيدرالية، تقديرًا لمواقفه الصادقة وجهوده النبيلة من أجل السلام وإعادة البناء لصالح الأمة الصومالية ».
وتابع :«إن هذا الوسام الذي نُقدّمه اليوم ليس مجرد تكريم رمزي، بل هو تعبير صادق عن الشكر والعرفان للرئيس إسماعيل عمر جيله، وتخليدٌ للدور المحوري الذي اضطلع به في مبادرة واستضافة مؤتمر المصالحة الصومالية في مدينة عرتا، ذلك المؤتمر الذي أعاد الأمل في نفوس الصوماليين ومهّد الطريق لتأسيس الجمهورية الثالثة».
وخاطب الرئيس جيله قائلًا:«السيد الرئيس، لقد سطّرتم اسمكم بحروف من ذهب في صفحات التاريخ الصومالي، وأثبتّم أنكم قائد شجاع متبصّر يتمتّع بالصبر والحكمة، وقف إلى جانب الأمة الصومالية في وقتٍ كان فيه العالم يشكّ في عودتها ووجودها من جديد».
واختتم الرئيس حسن شيخ محمود كلمته بالتأكيد على أن ما قدّمه الرئيس إسماعيل عمر جيله للشعب الصومالي لا يمكن التعبير عنه بالكلمات القليلة، قائلًا:«لكن التاريخ لن ينسى، فذكركم سيبقى محفورًا في الذاكرة الجماعية للشعب الصومالي، حاضرًا في وجدانه اليوم، ومضيئًا لمستقبله غدًا» بدوره، أعرب الرئيس إسماعيل عمر جيله عن خالص الشكر والتقدير للمشاركين في مأدبة العشاء، مشيرًا إلى أن حضورهم يجسد عمق العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع بين جمهوريتي جيبوتي والصومال.
وفي تعليقه على الوسام الذي قلده إياه الرئيس الصومالي، قال رئيس الجمهورية: «نُقدّر عالياً هذا التكريم الذي نعدّه وساماً على صدر كل جيبوتي، لما يحمله من دلالات أخوية عميقة، تجسد متانة الروابط بين بلدينا، والتي تزداد رسوخًا وتوسعًا يوماً بعد يوم.»
وأضاف: «إنني أضع نفسي في مقدمة من يعتزون ويفتخرون بهذه الأخوة الصادقة». كما أعرب عن أمله في تحقيق تطلعات وآمال الشعبين الشقيقين، مستعينًا بالله تعالى للسير بخطى ثابتة نحو التطور والتنمية المنشودة، داعيًا إلى الإكثار من الدعاء والشكر لله ليعين الجميع على بلوغ المقاصد السامية.
وأكد الرئيس جيله أن العلاقات الثنائية بين جيبوتي والصومال تمثل مصدر فخر واعتزاز، مبديا تطلعه لأن تصبح نموذجا يحتذى به في التعاون والتآخي بين الدول. وأشار إلى أن الشعب الجيبوتي يكنّ محبة خاصة للصومال، ويتطلع إلى رؤيته أكثر قوةً واستقرارًا، قائلاً: «نحن نعتز بكم كثيرًا، وندعوكم إلى المضي قدمًا بثقة نحو المستقبل.»
وفي ختام كلمته، أشاد فخامته بنظيره الصومالي الرئيس حسن شيخ محمود، واصفًا إياه بأنه «رجل مخلص معروف بتفانيه في خدمة الشعب الصومالي». كما جدّد شكره العميق لجميع الحضور على مشاركتهم وتقديرهم لهذه المناسبة الأخوية المميزة.