في اليوم الأخير من حملته الانتخابية، عقد مرشح الاتحاد من أجل الأغلبية الرئاسية، السيد/ إسماعيل عمر جيله صباح يوم أمس الأربعاء آخر اجتماعاته المواضيعية، مع أصحاب الفضيلة العلماء والأئمة والدعاة، إضافة إلى نخبة من المثقفين والأكاديميين والجامعيين.   

وانعقد هذا الاجتماع في دار الجود بهرموس، بحضور رئيس الوزراء، السيد/ عبد القادر كامل محمد، ومدير الحملة الانتخابية للمرشح، السفير أحمد علي بري.   

وفي مستهل اللقاء ألقى الرئيس إسماعيل عمر جيله، خطابا موجها للعلماء أوضح فيه أن هذا اللقاء يأتي من باب التكريم والتقدير لما يقومون به من جهود في نشر قيم الدين وتعاليمه السمحة والفضائل الاجتماعية، مؤكدا أنه سوف يعمل على دعمهم بكل الوسائل لتمكينهم من تأدية رسالتهم السامية في توعية الناس وتعليم الحكمة في الخطاب الديني، وتبسيط الثقافة الدينية للمواطنين، حتى يتزودا بالطاقة الروحية والإيمانية التي تزيد المسلم في العطاء والتفاني في خدمة بلده ووطنه والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المنشودة.   

وأضاف قائلا: «إِنَّ الشَّعْبَ الجِيبُوتِيَّ –والله الحمد- يَمْلِكُ تَقاليدَ عَريقَةً فِي التَّسامُحِ والتَّعايُشِ والِانْفِتاحِ عَلَى الآخَرِ، والجيبوتيون يُحِبُّونَ بِطَبْعِهِمْ التَّيْسيرَ والاعْتِدالِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وقَدْ أَصْبَحَ هَذَا السُّلوكُ جُزْء مِنْ ثَقافَتِنا الِاجْتِماعيَّةِ ومِنْ تُراثِنا الرّوحيِّ .وأَوَدُّ أَنْ أُشيرَ إِلَى أَهَمّيَّةِ التَّرْكيزِ عَلَى نَشْرِ إِسْلامِ المَعْرِفَةِ والِانْفِتاحِ، بِمَا يَتَنَاسَبُ والعَصْرِ، حَيْثُ أَصْبَحَتْ الحَقائِقُ تَنْتَشِرُ بَيْنَ النّاسِ، وأَصْبَحَ التَّواصُلُ مُمْكِنًا بِفَضْلِ وَسائِلِ التَّواصُلِ الحَديثَة».   ولفت الرئيس حيله الانتباه إلى أن جيبوتي بلد مسلم وأمة منفتحة على العالم، وأنها تضمن حرية العبادة، وترغب في تعزيز الممارسة الدينية التي تقوم على التسامح والفهم الصحيح للنصوص الشرعية.   وقال في معرض حديثه عن مشاريعه المستقبلية للنهوض بالقطاع الديني «إنه سيقوم باستحداث فصول لتعليم القرآن الكريم في المدارس، وإنشاء أول مركز لتحفيظ القرآن الكريم وعلوم الحديث، فضلا عن إعادة تنظيم العمل الخيري الديني على أساس الزكاة والأوقاف لتحويلها إلى وسائل تساهم في بلوغ أهداف التنمية الوطنية».   وأردف قائلا: «فِي إِطارِ تَحْديثِ خِطابِنا الدّينيِّ، يَجِبُ عَلَى الأَئِمَّةِ والدُّعاةُ الحِفاظُ عَلَى أَسْبابِ الأُخوَّةِ الإِنْسانيَّةِ ومُحارَبَةُ خِطابِ الكَراهيَةِ، والعَمَلِ عَلَى تَعْزيزِ الرَّوابِطِ الِاجْتِماعيَّةِ والحِفاظِ عَلَى التَّضَامُنِ الوَطَنيِّ».    

وفي ختام كلمته، تعهد مرشح الاتحاد من أجل الأغلبية الرئاسية بالعمل على تعزيز الديبلوماسية الاستباقية في خدمة السلام والتسامح والتعايش بين الأمم.   

من جانبه، ألقى الشيخ/ أمين محمد عمر، كلمة باسم العلماء تناول في مستهلها الإصلاحات الكبيرة التي قامت ىها وزارة الشئون الإسلامية والثقافة والأوقاف، بتوجيه من الرئيس إسماعيل عمر جيله، طالت مختلف الجوانب المؤسسية والإدارية في إطار تحديث وتطوير القطاع الديني.  وفي هذا الصدد أضاف قائلا: « إن وزارة الشؤون الإسلامية -وانطلاقا من دبلوماسية السلام التي تقوم بها جمهورية جيبوتي، وسعيها الدائم لتقديم مساعيها الخيرة من أجل بناء فضاء إقليمي آمن ومستقر ومتكامل، وحرصها الدائم على الترويج لثقافة الانفتاح والوسطية والاعتدال- قامت بإنشاء معهد الوسطية وثقافة السلام ليكون مؤسسة مختصة بالتدريب والتكوين لتعزيز دور بلادنا في نشر فكر الاعتدال والوسطية والانفتاح.  

وبحمد الله، فإن العلماء والدعاة والمرشدين والمرشدات يدعمون بقوة هذا التوجه وهذه الرؤية التي تنتهجها بلادنا والإنجازات الكبيرة التي تحققت في هذا العهد الميمون بقيادة رئيس الجمهورية السيد إسماعيل عمر جيله – سلمه الله – الذي حفظ لبلادنا أمنها وازدهارها، حيث أصبحت جيبوتي من البلدان صانعة السلام والاستقرار والأمن والأمان على مستوى المنطقة».   وأوضح الشيخ/ أمين محمد عمر، أن ما تحقق من مشاريع تنموية ومكاسب اجتماعية في هذا العهد الراشد يأتي في سياق رؤية حكيمة لتحقيق التنمية المتكاملة المنشودة من خلال إحياء فريضة الزكاة وسنة الوقف الخيري في إطار السياسة الاجتماعية للرئيس جيله، لافتا إلى أن ذلك كله يعكس مدى الاهتمام بتعزيز روابط التكافُل والتَّضامن بين مختلف شرائح المجتمع الجيبوتي، انطلاقا من قيمه الحضارية وتراثه الروحي الذي تناقلته الأجيال وحافظت عليه بكل أمانة واعتزاز.  وفي مجال العناية بكتاب الله، أشار إلى أن الرئيس أنشأ المسابقة الإقليمية منذ أكثر من عقدين لتكون أول مسابقة إقليمية على مستوى منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا. موضحا أن هذه الجائزة القرآنية تعتبر إحدى الإنجازات الكبيرة التي تحققت في هذا العهد الميمون، مما جعل بلادنا منارة للقرآن في شهر القرآن.   كما تعزز دور المؤسسات الدينية ودور الأئمة والدعاة في أداء رسالتهم في المجتمع وفق منهج الوسطية والاعتدال والتسامح والانفتاح.  وأردف قائلا: « هكذا تستمر مسيرة العطاء والخير والنماء، بفضل السياسة الحكيمة التي تبناها فخامة رئيس الجمهورية، والتي نري آثارها واضحة من خلال الإنجازات العملاقة والمشاريع التنموية الضخمة، التي أبرزت مزايا بلادنا الاستراتيجية وأهميتها في المنظومة الإقليمية، بالإضافة إلى دورها في حفظ الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي.  ونحتاج في هذه المرحلة بالذات إلى مزيد من العمل لتحريك الطاقات الوطنية للوقوف جنبا لجنب مع القيادة السياسية ودعمها بالكلمة والموقف، وتعزيز ثقة الشباب ببلدهم ووطنهم، ودعم الخيارات الوطنية في عملية البناء الاقتصادي والاجتماعي لبلادنا.  

وفي الختام جدد العلماء والأئمة والدعاة العهد والولاء لمرشح الاتحاد من أجل الأغلبية الرئاسية، السيد/ إسماعيل عمر جيله، داعين إياه لاستكمال المسيرة، مسيرة التنمية والسلام والرخاء والازدهار، حتى تحقيق رؤية جيبوتي 2035 في ظل الوئام الوطني والوحدة والسلام.   وتجدر الإشارة إلى أن اللقاء شكل فرصة للعلماء والأئمة لرفع مطالبهم إلى المرشح، خصوصا فيما يتعلق بمنح رواتب شهرية لبعض الأئمة والمؤذنين، وتوفير مساكن اجتماعية للمحتاجين منهم في إطار مشاريع مؤسسة الحق في السكن.   

كما يجدر بالذكر الإشارة إلى أن ممثلي المثقفين والأكاديميين ناقشوا مع المرشح سبل تطوير القطاع الثقافي، وتعزيز البحوث العلمية، وتطوير وتحديث جامعة جيبوتي.