شهدت بلادنا أمس الجمعة التاسع من شهر أبريل الجاري تنظيم عرس انتخابي ناجح يتميز بجودة عالية مطابقة للمعايير الدولية، ويحظى بشهادات تقديرية بهذا الخصوص من قبل المراقبين الدوليين الذين توافدوا إلى البلاد قبل هذا العرس الانتخابي لاختبار مدى مطابقة العملية الانتخابية التي جرت في البلاد لهذه المواصفات والمعايير العالمية.

وبعد أن قامت تلك الوفود المشاركة في مراقبة الانتخابات بإجراء معاينات وزيارات تفقدية أكدت بالفعل على حسن سير العملية الانتخابية وفق القواعد الديمقراطية المعمول بها، وقد منحت شهادات حسن السيرة والسلوك والأداء المتميز لديمقراطيتنا التي دأبت دوماً على إجراء انتخابات تتوج المسيرة الديمقراطية وتمثل نموذجاً فريداً من نوعه في منطقة تعصف بها الصراعات والقلاقل .

وقد نفت نتائج العملية الانتخابية الأخيرة موجات التشكيك والاتهامات التي وجهتها بعض أقطاب المعارضة إلى النزاهة والشفافية التي تتميز بها عملياتنا الديمقراطية ومنظومة القوانين التي تنظم سيرها، والتي زعموا أنها تقيدهم بقيود تفوق مشاركتهم وفوزهم فيها حسب وجهة نظرهم، ومما يثير الغرابة والتعجب أن تلك القيود لا تظهر للعيان ولا تراها عين الحقيقة والواقع، ولكن عين الإحباط والإخفاق التي تصور لها وجود هذه القيود ويرجح لديها فرضية الفشل، وكل ذلك يؤدي إلى إطلاق تلك الاتهامات والتخبط في اتخاذ القرارات المصيرية بشأن مشاركتها في العملية الديمقراطية، فتعزم تارة على مقاطعة الانتخابات، كما فعلت هذه المرة، وكانت تراهن على عدم وجود إرادة شعبية لانتخابه أو على عدم إنجاح هذه العملية الانتخابية من خلال ممارسة أفعال بعيدة عن النهج الديمقراطي لدى الشعب الجيبوتي، فأثبت عبر صناديق الاقتراع نضجه الكامل للعملية الديمقراطية وضرورة أداء واجبه الوطني والدستوري للتعبير عن رأيه واختيار من يصلح لإدارة شؤونه على حسب برامجه الانتخابية التي تلبي تطلعاته وعلى هذا الأساس شهدت هذه الانتخابات مشاركة كبيرة تسجل نسبة عالية في عدد المصوتين التي قاربت الـ 70% وبطبيعة الحال ارتفعت نسبة فوز مرشح التحالف من أجل الأغلبية الرئاسية نظراً للثقة والأهمية التي يحظى بها برامج عمله السياسي، ففي هذا العرس الانتخابي الذي عم أرجاء البلاد عزف الشعب الجيبوتي ألحان السلام باعتباره موسيقارا كبيرا للسلام في المنطقة، إذ جرت وقائع ومراسيم هذا العرس في أجواء يسودها السلام والاستقرار وغنى الشعب بصوت النضج الديمقراطي، والمدرك بأن وطننا يمر بمرحلة هامة واستثنائية ستؤسس للانجازات والتطورات الكبيرة المرتقبة عبر الرؤية الاستراتيجية التنموية جيبوتي 2035، وولوج عهد تاريخي جديد ومشروع وطني جديد ومتجدد واستراتيجيات جديدة تستند علي جيل الشباب الذي حمل قائد المسيرة علي الاستجابة لمطلبه في مواصلة مسيرة التنمية الشاملة وبرنامجه للنهضة  الوطنية، والذي عبر عن نفسه ووقع بإرادته علي صناديق الاقتراع، وهو جيل ينتمي لمدرسة الرئيس إسماعيل عمر جيله، ويحمل رؤى جديدة لقضايا الوطن وارتباطها وعلاقتها بالمصالح الدولية وهو جيل سيقود البلاد، ولذلك لا مراء في أن هذه الانتخابات التي تمخضت عن انتصار ساحق لقائد المسيرة  بنسبة 97.44% من اصوات الناخبين الذين تقاطروا علي مكاتب التصويت بكثافة ، لم تلههم عن اتخاذ الاجراءات الوقائية من جائحة كوفيد19، من احترام مسافة التباعد الاجتماعي، واستعمال الكمامات، ليضعوا في صناديق الاقتراع (167535) ورقة خضراء، شعار الخير والنماء والرخاء للرئيس جيله، هي جزء من منظومة آليات التغيير المنشود في هذه المرحلة، التي سيقودها فخامة الرئيس وينتصر فيه فخامته كعادته لتطلعات وأماني الشعب، لأن المرحلة مرحلة الشعب، والزمن زمن الشعب، وخلف هذا الشعار فلسفة وطنية وإنسانية عميقة ستسهم بشكل كبير في صياغة واقع جيبوتي القوى والريادي والقيادي المتطور والمزدهر، وإن المستقبل المشرق الوضاء لجيبوتي، مستقبل الجيل الجديد والأجيال القادمة، التي أرسي رائد النهضة قواعدها بمشروع صندوق جيبوتي السيادي. وبمشاركته الواسعة البالغة  (177391) صوتا انتصر الشعب للنهضة والتحولات الكبري، فأبناء جيبوتي يهمهم تحقيق الأهداف والغايات الكبرى لوطنهم، وكل أبنائها يثقون كل الثقة في قائدهم الرئيس الذي خبره الشعب، وعاشوا التحولات الوطنية النوعية والعظيمة التي قادها في مسيرته التنموية أسست لميلاد جيبوتي الجديدة، جيبوتي التي أصبحت أقرب الي معانقة حلمها في التحول الي هونج كونج أفريقيا.