تباينت ردود الأفعال حول قضية نبش القبور التي حدثت في الصومال وخاصة في العاصمة الصومالية مقديشو واختلفت المواقف والاتجاهات وتضاربت الآراء بين مندد ومستغرب ومندهش لفظاعة الأمر وسخافة مسوغاتها وبين واهم ومبارك في صفوف الشعب الصومالي العادي أما المتعلمون والمثقفون فهم في غياهب السكوت ويتفرجون الموقف كمن يشاهد الأفلام أما الإعلاميون فاكتفوا بنقل الأخبار ونشرها دون معالجة إعلامية وبيان ضحالة الفكر وأنها مبنية على أسس باطلة وأنه عمل بعيد عن المنهج الوسطي لديننا الحنيف وليس هناك إنسان عادي سليم العقل صحيح الفكرة يتبنى مثل هذه التصرفات الجنونية التي ترهب الآمنين في اللحود والمقابر إذ المقبرة بمثابة بيت ومنزل للميت وعليه يستحق الاحترام والتقدير وقد نهى الشرع من أن تصبح مقابر المسلمين مرتعاً لشهوات الناس وأن وممارسة أي نشاط غير الدعاء وطلب الرحمة لهم بنصوص وقواعد شرعية، أي إصلاح وأي إسلام هذا؟ يسمح استخراج الأموات من لحدهم وقبورهم ويجب على الأمة الصومالية أن تحارب هذه الأفكار الدخيلة والعمل على منع انتشارها وذلك من خلال تعزيز الحوار المفتوح وتقوية المصالحة الوطنية لوقف مسلسل العنف وإعادة الهياكل الإدارية والمؤسسات القانونية والعسكرية وقد تقاعس العلماء عن دورهم الريادي لحل المنازعات وكشف الشبهات رغم أن كلمتهم مسموعة ويكن لهم الشعب الاحترام بيد أن دورهم بات محدوداً ومع الأسف الشديد هناك من يسكب الزيت على النار حيث يكفر طائفة ويناصر أخرى مما أدى إلى تأزم الموقف حتى آلت الأمور إلى ما هي عليه الآن من الأحداث المؤلمة والحكايات الغريبة وترى مسلسل العنف تتوالى حلقاته وتتصاعد آثارها السلبية .

عبد الرحمن حسين
كاتب صومالي