لاشك أن الإنسان يبحث دوماً عن الحياة الكريمة في سطح الأرض لا على المريخ ويسعى لتحقيق السعادة النفسية والعيش بسلام ولكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن فهناك عوامل وأسباب تعوق وتقف أمام تحقيق أهداف الإنسان من أهمها الحروب والمجاعات والجفاف وغيره من الأمور التي تجعل الإنسان يفكر في العيش بعيداً عن أهله ويتحمل الصعاب ومشقات كثيرة لأجل ذلك إذ يضطر الإنسان أحياناً إلى خوض المغامرات وتعريض نفسه للمخاطر سواء بالتوجه إلى البلدان القريبة أو البعيدة فكل على حسب قدرته ويلاقي في سبيل الوصول صنوف العذاب بل والهلاك في بعض الأحيان ، فترى شاب يافع في مقتبل عمره يتوجه إلى البحر ويستخدم وسائل ووسائط غير سليمة وغير آمنة يعرض حياته للموت ولا يسمع النصائح والإرشادات العامة للسلامة ، إنها مأساة وفي نظر البعض ضرب من الحظ والنصيب وعليه يتدفق آلاف من الناس إلى الدول المجاورة ويترتب على هذا الامر أشياء كثيرة منها ما هو إيجابي وما هو سلبي وهو ما نسميه بالهجرة غير شرعية فلو كان المهاجر إنساناً خلوقاً ومتعلماً يتمتع بمهارات فإنه ينقل هذه السلوكيات إلى المواطن وأصحاب المنطقة بحكم أنه إنسان محترم يحمل قدرات عقلية ويحمل سلوك حضاري فتكون الفائدة وقد يحدث العكس حيث أن المهاجر غير شرعي لا يتمتع بأية مهارة وظيفية أو سلوك وعليه يكون عبئ على الآخرين لا كونه مهاجر غير شرعي فحسب لكن بصفته غير نافع وغير منتج، فتقول لمثل هذا النوع حاول أن تكون ضيفاً مؤدباً ولا تصور أن شوارع العاصمة هي المأوى ومكاناً لمخلفاتك ولا تستغل طيبة أهل هذا البلد وحسن تعاونهم معك فإنهم يلاحظونك عن قرب ويتحملون تصرفاتك غير السوية المتمثلة في الإخلال بالنظام والسلوك المدني والمحافظة على الذوق العام لهذا الشعب البسيط السمح فإذا كنت من هذا النوع وهذا الصنف فإن المواطن الجيبوتي العادي لا يقبل بمثل هذه التصرفات غير السوية خاصة ما يمس العادات والأعراف لهذه القوميات التي تعيش في هذه البقعة المباركة.

فارح وابري