هناك طرق عديدة لمحاربة العنف والحد من الإرهاب والتطرف الديني والسياسي الحاصل في الصومال ومن أهم هذه الطرق الاستخدام الصحيح لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وهذا يتطلب أولاً إعداد منظومة إستراتيجية هادفة ومدعومة من قبل الساسة ورجال الدين والمثقفين الصوماليين وذوي البصيرة من الشعب لأن المسئولية الأكبر تقع على كاهل هؤلاء ومن خلال التاريخ أثبتت هذه الوسائل نجاحها الباهر وجدارتها لحل المشكلات السياسية والخلافات الطائفية والعرقية وتلعب هذه المنظومة الإعلامية دوراً فعالاً في حلحلة المواقف والأزمات السياسية باعتبارها سهلة الاستخدام وغير مكلفة وهي في متناول الجميع غالباً وتبث من خلالها برامج هادفة ومختارة لتوعية الشعوب ونشر ثقافة السلم والتسامح،كما أن هذه الوسائل تعتبر خطيرة وهدامة في حد ذاتها ما لم يكن هناك خطة وطنية ووعي أو لم تستخدم بطريقة صحيحة وتزداد خطورتها عندما يكون هنالك انفلات أمني وتخبط سياسي وخروج عن إطار القانون والسيطرة كما هو الحال في الصومال فتتحول إلى فوضى في ظل غياب النظام الإداري والمؤسسي الذي يعتبر حيوياً لتنفيذ هذه الإستراتيجيات السياسية فلو كانت هذه الوسائل تقوم بتغطية الأحداث بشكل صحيح وبشفافية خاصة عملية المصالحة الوطنية الصومالية لكان هناك أثر بالغ في الساحة الصومالية ولاندحرت الحجج الواهية للحركات المتطرفة إذا ما تم تغليب النصح وتقديم الدليل وعدم التركيز على الجوانب المادية والمصلحية ولذلك فإنه يجب على تلك الوسائل أن تركز على مشاكل الشعب واحتياجاته وإصلاح البيت الصومالي المنهار وبحث حلول ناجعة للقضية الصومالية التي مر عليها أكثر من عشرين عاما والارتقاء إلى مستوى الطرح الإعلامي الواعي الذي يقوم بتصوير المشكلة بطريقة مؤثرة.

عبد الرحمن حسين
كاتب صومالي