حتى المساجد لم تسلم من مسلسل العنف الدائر في الصومال حيث شهدت العاصمة الصومالية مقديشو فصلاً جديدا يعتبر الأول من نوعه فقد استهدفت دور العبادة المقدسة حيث هزت انفجارات عنيفة مسجداً يعج بالمصلين في سوق البكارة المزدحم قلب العاصمة الصومالية مقديشو ولم تهز هذه الانفجارات الحيطان والجدران فحسب بل هزت قلوب سكان الحي وخلفت دمارا وخسائر كبيرة في الأرواح وخلقت الخوف والذعر في نفوس الشعب.وقبل هذه الحادثة بثلاثة أيام حدث انفجار مماثل في أحد المساجد في العاصمة الصومالية ونحن لسنا هنا بصدد ذكر الخسائر البشرية والمادية وإنما نسلط الضوء على هذا الخطر وتلك المصبية التي حلت بالشعب المسكين،ونشير إلى خطورة هذا النمط الجديد المتمثل في استهداف المساجد ودور العبادة التي كانت تتمتع حي الآن بقدسية كبيرة عند المواطن العادي ونحذر كل من تسول نفسه العبث ببيوت الله في الأرض بأنه سينال العقاب عاجلاً أم آجلاً والغريب في الأمر كيف تقوم جماعة تطلق علي نفسها أنها إسلامية أو دينية بأعمال إجرامية كهذه.فعلاً هذا أمر جديد يدق ناقوس الخطر ودليل واضح أن مستقبل البلد في نفق مظلم وينذر باندلاع مواجهات دامية جديدة تتسبب في زيادة إراقة دماء الأبرياء،وبداية حرب دينية طائفية،كما يبدد الحلم الذي كان يراود سكان مقديشو في أن يحل الأمن والاستقرار يوما من الأيام على ديارهم تحت حكومة صومالية قوية ذات مصداقية تبسط سيطرتها على التراب الوطني وبقيادة رشيدة وليست حكومة عميلة أو حكومة في المهجر. إن هذه الحالة تشبه تماماً ما يحدث في العراق من انتهاكات صارخة لدور العبادة والمحميات الدينية إنه تصرف خاطئ وعمل غير أخلاقي لا يصدر عن مسلم سليم العقل صحيح الفكرة فإذا وصل الأمر إلي هذا الحد فإن الحالة ستخرج عن نطاق السيطرة ويكون القتل والدمار هو سيد الموقف وستشهد مقديشو فصولاَ أخرى من ارتكاب جرائم نكراء في حق الإنسانية.

عبد الرحمن حسين
كاتب صومالي