بعد أن تحدثنا عن الهجرة غير الشرعية في الحلقتين السابقتين نتوقف هذه المرة على قصة أحد المهاجرين الذين شردتهم الحرب الأهلية الدائرة في الصومال وبعد أن فقد الأمن والاستقرار والعيش الكريم شد رحاله صوب جيبوتي التي كان يسمع بها وتحمل في سبيل ذلك كل الصعاب ومشاق السفر ووعورة الطريق وخاطر بحياته هرباً من جحيم الحرب الأهلية التي أكلت الأخضر واليابس فوصل إلى الحدود وما أن وطئت قدماه أرض جيبوتي حتى شعر بالأمن والاستقرار والراحة النفسية ووتم إكرامه وتوفير الاحتياجات الضرورية له وعندما وصل إلى جيبوتي العاصمة سرعان ما استضافه أحد المواطنين البسطاء ولقي عناية كريمة انطلاقاً من الأخوة الإسلامية وتكريم الضيف ومبدأ حسن الجوار الذي يمليه علينا ديننا الحنيف وبحكم أن الشعب الصومالي شعب شقيق ومنكوب إلى جانب كون أحمد مهاجرا وشخصا بسيطا تغلب عليه الطيبة وبعد أن استقر أحمد في أحد أحياء العاصمة وبدأ يمارس حياته الطبيعية ويبحث عن مصدر للدخل بأدب وأخلاق.وبما أن أحمد المهاجر كان إنسانا متعلما ومثقفا لم يكن يصعب عليه الحصول على عمل لسد حاجته وبمساعدة جاره المضياف فقد أصبح أحمد المهاجر محاسبا في شركة خاصة تابعة لأحد المواطنين الأغنياء ، هذا نموذج حي ومثل يحتذي به وقصة تصور حياة المهاجر المؤدب والمحترم وتعبر عن طيبة الشعب الجيبوتي وحسن ضيافته. وتتجلى هنا مقولة أب الاستقلال، الرئيس الراحل حسن جوليد أبتدون رحمة الله :جيبوتي أرض اللقاء والتبادل ، وستكون النتائج عكسية إذا ما استغلت هذه الطبية وهذا الانفتاح على نحو يسيء إلى جيبوتي ويعكر صفو راحة المواطنين . وعليه إنه ينبغي المحافظة على أنظمة أهل البلد المضياف واحترام أهله المعطاء وأملنا كبير في أن تجد مناداتنا آذانا صاغية من قبل المهاجرين المتواجدين على أرض جيبوتي .

فارح وابري وعيس