العلم بمفهومه العام يشمل كل أنواع العلم والمعرفة الدنيوية وفي الحقيقة هو كتاب الله وسنة نبيه الكريم وغير ذلك يسمى من باب المجاز بالعلم إذن يجب على المرء التركيز والاهتمام بما هو حقيقة العلم من حفظ وتعلم ودراسة وإحاطة وتطبيق ذلك في الحياة اليومية ثم الانتقال إلى المجازي والمتمثل في كل المعارف والعلوم الدنيوية التي نحتاجها في حياتنا اليومية كالهندسة والطب وغيرها من العلوم المعاصرة انطلاقاً من هذه القاعدة العريضة وهذه المبادئ السامية يمكن بناء أفكارنا وسلوكنا ويقصد بالعلم كل ما نتج عن جهود بشرية وتحصيل معرفة قديمة بالملاحظة والأدلة بقسميها الشرعي والعقلي وقد يخطئ البعض إذا تصور أن العلم هو الإحاطة بموضوع لغوي أو دراسة عنصر هندسي أو حفظ ديوان شعري وإنما العلم يأخذ بمفهوم أوسع وأشمل مبني على معرفة الخالق ودراسة مخلوقاته بحسب القدرة والسعة مع الإيمان بالله والاكتساب بالدليل الشرعي وللعلم درجات أولها اليقين الذي يلازم الفكر البشري ويتطلب العقل لفهم أبعاده ودراسة جوانبه وهو الإيمان والتصديق، النوع الثاني وهو ما توصل إليه العقل ورجحه الدليل بعد التفحص والتدقيق وينطبق على ما هو متناول اليوم من العلوم المعاصرة والمعرفة على مستوياتها ولا يقل أهمية عن الأول إذ العمل بالكتاب والسنة لا يسير بنمط صحيح ما لم يكن هناك أسلوب أو قالب علمي يوضح المقصود والهدف من وراء هذه النصوص الإجمالية وتفسير قواعده العامة حتى يكون متصوراً عند الإنسان وبفضل العلماء يعرف الطريق الصحيح والسليم وبقصور العلماء تنتشر الفتنة الدينية والفوضى في المسائل الأخلاقية.
النوع الثالث وهو الشك وهذا لا مجال له بالعمل الشرعي لأن الشك لا تبني عليه أحكام وتصدر عنها مبادئ وإنما هو ما يجب على المرء تجاوزه ووصول إلى الحقيقة التي وراء هذا الظن أو الشك وعليه يبرهن أن المرء يعرف أنه إنسان وعليه بذل الجهود للتوصل إلى الحقائق، ونحن نقصد من وراء هذه الكلمة القصيرة إبراز الأولويات عند تعلم العلم وأن الأمر ليس بإطلاقه، كما يتصور الكثير والتثبت والصبر شرطان في تحصيل العلم النافع الذي يقربك إلى الله وينفعك في الدنيا والآخرة ويتطلب هذا الإخلاص والعزيمة وعدم الخوف في المستقبل إذاً كثير من الناس لا يتحمل الصعاب في سبيل العلم النافع الذي نقصد وهو معرفة كتاب الله وسنة رسوله وما نحتاجه من العلوم الدنيوية.
فارح وابري وعيس