تشهد بلادنا الصومال منذ انهيار الحكومة المركزية عام 1991م حروبا عقيمة لا جدوى منها وتعيش في فوضى عارمة ومواجهات مسلحة دامية بين الطوائف الدينية والسياسية المتصارعة على السلطة،وكلما قاربت أزمة على الانتهاء اشتعلت أخرى أشد فتكاً وبأساليب قتالية متنوعة ومتطورة حتى وصل بهم الأمر إلى استخدام الحزام الناسف والسيارات المفخخة ويتشبث كل طرف سياسي أو تيار ديني ومذهبي بموقفه ويحاول الاستيلاء على مصادر دخل البلاد دون اعتبار لحاجة المواطن إلى الأمن والاستقرار والتقدم والراحة. وبسبب هذه الحروب العقيمة تحولت البلاد إلى جحيم لا يطاق وبالتالي تكونت حدود وحواجز بين أحياء العاصمة المنكوبة مقديشو وكل يسيطر على خندقه والمشكلة هي أنه لا يعلم أحد إلى متى ستظل هذه الحالة والحروب العقيمة سيدة الموقف علماً أنه ليس هناك طرف غالب وآخر مغلوب أو جهة منتصرة وأخرى مهزومة، ويعتبر المواطن أو الشعب المتضرر الأول والأخير وقد دفع الثمن غالياً منذ بداية الحروب العقيمة في البلاد ويتذوق كل يوم صنوف التعذيب والمعاناة خلف المتاريس والحدود المختلقة التي تشبه حرب الخنادق حيث حصر الشعب في سجن عام وكبير ويمكن القول أن الحالة الصومالية تشبه شخص تاه في الصحراء في ظلمة الليل ولا يعرف إلى أين يتجه وماذا ستؤول إليه الأمور في المستقبل. إن استخدامه العنف والفوضى والانفلات الأمني في البلاد يخدم فقط مصالح العدو ويضعف قوة الصف والوحدة الصومالية ويبشر بحدوث مواجهات وحروب أهلية مدمرة في المستقبل لا قدر الله وفي هذا المقام نطالب الفرق التي تلعب بالنار وتبدو وكأنها تلعب مباراة أن تحافظ على سلامة الميدان والمشجعين والمشاهدين علماً أن هذه المباراة ليس فيها حكم ناهيك أن يكون عادلاً وعليه يصعب فوز فريق على خصمه لأن كل فريق حكم وخصم في آن واحد ويدعي النصر والقوة العسكرية في الميدان.

عبد الرحمن حسين
كاتب صومالي