نسمع كل يوم ونشاهد عبر شاشات التلفزة والمحطات الإذاعية عويل الأرامل وصراخ الأطفال اليتامى الذين أنهكتهم الحروب الأهلية المفتعلة التي لا تأتي بخير ومع صعوبة وصف الموقف نحاول شرح الحالة حتى يتصور الآخرون ويستوعبوا حقيقة هذه الوضع المأساوي الجحيم الذي يعيش فيه الشعب الصومالي الذي يواجه إبادة جماعية وعليه نلفت عناية مشاهدي قناة الفضائية العالمية (إنيفير سال) التي شمرت عن ساعدها لشرح الموقف وتوصيل حقيقة القضية وأبعادها للمواطن الصومالي بجودة عالية وبث حي لما يحدث في الداخل مباشرة وبشفافية وموضوعية دون تسويق فكرة أو مذهب إلى الإشادة بدورها الحيوي ما يحدث في الصومال يؤلم الضمير ويؤجج المشاعر الدافنة ويقول بلسان الحال هل هناك من يرحم هؤلاء البؤساء ويستجيب لصرخاتهم ويطلب نقل المشهد حياً بحقيقته المأساوية الصارخة إلى العالم أجمع حتى تجد من يجيب صراخ الأطفال وعويل الأرامل من قبل المجتمع الدولي والهيئات الخيرية التي باتت تلعب دور المتفرج وما بذله الاتحاد الإفريقي ومجموعة إيجاد غير كاف لحل الأزمة لأن المشكلة أوسع من ذلك وأشد تعقيداً ولم تكن أزمة بلادنا الصومال أول أزمة يشهدها العالم حتى يتقاعس عن حلها بل كانت هناك أزمات في أرجاء العالم وجدت الحلول والعناية الدولية عندما تدخل العالم بجدية وقدم الدعم اللازم نحن في حاجة إلى مساعدة عاجلة المادية والمعنوية لإغاثة الأيتام والأرامل والعجائز وبعدها المسألة السياسية والمعادلات القبلية واستحقاقات الطائفية والمذهبية فما أحوجنا اليوم بتنظيم قافلة الحرية وأنا واثق من أن الصومال سيستعيد عافيته في يوم من الأيام عن وعكة صحية التي أصابتها وسيكون هناك محاسبة للدول المعتدية والمقصرة والمتدخلة في الشئون الداخلية الصومالية سلباً هذا ليس تحذير نوجهه للعالم بقدر ما هي صرخة واستغاثة إلى العالم وإلى محبي السلام.

عبد الرحمن حسين
كاتب صومالي