من الواضح أن إسرائيل ليست بحاجة الى شهادة من أحد على ما ترتكبه من جرائم وما تقوم به من زعرنا ت وعربدات وممارسات خارجة عن القانون الدولي،بل هي تحتل المرتبة الأولى على هذا الصعيد، من حيث عدد ما ارتكبته من جرائم وأعمال وأفعال خارجة عن القانون الدولي،وهي بأعمالها الإجرامية والبربرية هذه تجد دائماً من يشكل لها حاضنة ومدافعاً وحامياً من أية عقوبات قد تفرض عليها جراء تلك الجرائم والأفعال، ودائماً ما تجد من يختلق لها الحجج والذرائع لما تقوم به من جرائم وممارسات همجية ووحشية ومخالفة للقانون الدولي بحق المدنيين العزل،في ازدواجية وتعهير واضحين للمعايير والقوانين الدولية وانتقائية في التطبيق.. والجريمة التي إرتكبتها إسرئيل هذه المرة تجاه أسطول الحرية المتمثل في حالة اطلاق النار بدم بارد على سفينة بها مجموعة أفراد عزل هي جريمة من الصعب ايجاد اسم لها في كل معاجم عالم الجرائم والحروب في العالم .إسرائيل بذلك الفعل المتحدى لكل القوانين والأعراف كأنها تقول للعالم : أنا أفعل ما أريد ... وأنتم لن تستطيعوا إيقافى . وبالتأكيد تخص العالمين العربي والإسلامي فى ذلك ، لأن العرب والمسلمين للأسف ليس لهم موقف إيجابى موحد ، وأنسب ما يطلق عليه موقف العالم العربى والإسلامي أنه موقف ضعيف متخاذل يعانى فيه العرب والمسلمون من غياب النخوة والكرامة ، ولو لم تتأكد حكومة الفاشست في تل ابيب من توفير غطاء امريكي واوروبي مدعوما بتخاذل عربي إسلامي لما اقدمت على هذه الجريمة..في الجريمة الجديدة تمرجلت حكومة نتنياهو على مواطنين لاعلاقة لهم بالعنف والحروب ، سلاحهم هو فكرهم وارادتهم وانسانيتهم واصرارهم على سد رمق جائع وتوفير قطرة من الحليب لطفل خاوي البطن في قطاع غزة . في كل الأعراف، وفي كل القوانين الدولية، وبكل المعايير وبكل الألسنة واللغات هو عمل إجرامي، ووحشي، وعمل دنيء خسيس...تعجز العبارات أن تصور ما حدث أخيرا لأسطول الحريَّة الذي كان يقلُّ أكثر من سبعمائة ناشط ينتمون إلى معظم دول العالم، يحملون معهم معونات إنسانية لأهل غزة المحاصرين...إن ناشطو أسطول الحرية كانو دعاة سلام، ينبذون العنف والقوة، لا يحملون أسلحة إلا سلاح الإيمان بعدالة القضية الفلسطينية وحق أهلها في حياة آمنة بعيدا عن الحروب وما تخلفه من قتل ودمار.. ومن هنا تأتي الأسئلة التي تفرض نفسها.. ما الذي سيمنع إسرائيل من تكرار جرائمها بحق الإنسانية ، وبحق الشعب الفلسطيني على أرضه بعد أن فشل مجلس الأمن في استصدار قرار بمعاقبة الصهاينة على جريمتهم النكراء تجاه رواد أسطول الحرية ؟ من الذي يردع هذا الكيان الصهيوني عن استباحة دماء الأبرياء في كل لحظة بحجة الدفاع عن النفس؟ كيف يمكن ان يهدد ركاب السفينة التركية حياة الجنود الاسرائيليين اعضاء الكومندوس الذين داهموهم تحت جنح الظلام إذا كان هذا دفاعا عن النفس كما تزعم إسرئيل؟ . إلى متى سيظل هذا العالم صامتا وعاجزا عن وقف جرائم إسرائيل؟. لماذا لا تتخذ دول العربية والإسلامية تركيا مثالا يحتذى به؟. فبالرغم من وجود مصالح بين تركيا وإسرائيل ، إلا أن ذلك لم يمنع تركيا من مساندة شعب فلسطين في غزة ضد الحصار الصهيونى. ولم تكتف تركيا بذلك بل خاطب رئيس وزرائها رجب أردوغان الشعب الفلسطينى قائلاً : أن ما حدث من إعتداء إسرائيلى على قافلة الحرية لن يؤثر على دعم تركيا للشعب الفلسطينى ، وأنه لو تخلى العالم كله عن مساندة الشعب الفلسطينى ، فسوف تواصل تركيا مساندة قضيته .. وهو بالتأكيد يخص العالم العربى والإسلامي بمسألة التخلى التى ذكرها فى خطابه.إن هذه الجريمة الإسرائيلية بحاجة إلى أكثر من بيان شجب واستنكار والشعارات الفارغة والطنانة،فهي بحاجة إلى فعل جاد وحقيقي، وعلى المتشدقين بحقوق الإنسان وما يسمى بالقانون الدولي أن يخرجوا عن إطار صمتهم،ليس فقط بإدانة واستنكار ما أقدمت عليه إسرائيل من جريمة حرب بحق المتضامنين العزل،بل بملاحقة مجرمي الحرب الآسرائيلين الذين ارتكبوا هذه الجريمة وغيرها من الجرائم من أجل جلبهم ومحاكمتهم أمام المحاكم الدولية كمجرمي حرب،كما أنه على العالم أن يخرج عن صمته وعماه وطرشه،وأن يقول كلمة حق ولو مرة واحدة بأن الحصار على غزة يجب أن ينتهي،وإسرائيل يجب أن تضع حداً لغطرستها وعنجهيتها وخروجها السافر على القانون الدولي..

فيصل مختار
Minnesota, USA