يحكى أن أبو أحمد المسكين كان مضطهدا يرى الويل والثبور وعظائم الأمور من زوجته التي كانت تقوم بمسح شخصيته وإهانتها أسوأ إهانة دون رحمة أو اعتبار أن هذا الرجل هو زوجها و(أبو عيالها) ، وعليها أن تكون أكثر رحمة ومودة واحتراما لشخصه الذي كان ذات يوم كريما ، وإحتراما لشعور اولادها منه ، ولكن بعض النساء اذا أحسسن بنشوة النصر حتى يضطهدن أسوأ الأضطهاد ، ولن يكسر شوكتهن الا الهزيمة المنكرة..!!
أبو أحمد كان أضعف من ريشة في مهب الريح ،وكان مستسلما لجبروتها الهائل ، ولا يستطيع حتى الإنكار في قلبه ، لأنها تستطيع قراءة ضميره ، وان حدث فستضربه ضربا مبرحا.. وكان أبو أحمد يعرف حده فيقف عنده.
وكان عنده حمار عاشق لحمارة صديقه وزميله أبو كمال ،ولكنه حرم من معشوقته نكاية بإم أحمد ، ولو كان بيده لمنع الزواج على وجه الأرض لينصح الأمة ، ولا يبتلى انسان بما ابتلي به ، على أساس أن (الدين النصيحة ، وأن من غشنا فليس منا) ، واخفاء شخصية وسلوك أم أحمد غش للأنسانية جمعاء .!!!! وأبوأحمد وأبو كمال زميلا مهنة واحدة ، حيث يجوبان القرى ويبيعان لوازم البيوت من(أبر وميابر وشلايل خيطان ، وطبب حرير ، ودبابيس وفتايل ضوء ، ........و,,و,,, وغيرها) ، والثمن من الموجود وأغلبه بالمقايضة ، بيض ، قمح ، شعير ، تبن ، نقدا ، زجاج مكسر ، أحذية بلاستيكية بالية ، أي شيء قد يخطر على البال أو لا يخطر...!!
وكان من عادة أم أحمد أن تحاسب أبو أحمد على الفلس والمليم ، فهي تستطيع بيع البيض والقمح والشعير والمواد التموينية الأخرى في القرية وهناك سوق خاص لها ، ولكن الزجاج والبلاستيك وغيره ، لا يباع إلا في المدينة ، وبالعادة يذهب هو وأبو كمال ، وقد يلعب بذيله ويخنصر له شيئا من ورائها ، وهذه كارثة وخروج عن الطاعة ، وحسابها لو اكتشفت الأمر عسيرا ، وكانت لا تسمح له بحدوث مثل هذا أبدا....
وذات يوم ، حدث الإنقلاب ، إذ عاد أبو أحمد من العمل وكانت كل غلته أحذية بلاستيكية بالية ، ولم يكن معه قرش واحد ، وعندما دخل البيت وفجَّر المفاجأة بين يدي أم أحمد جن جنونها ، وصلبته على الجدار وقذفته بكل الأحذية ، ثم طردته إلى زريبة الحمار ، وحرمته من وجبة الطعام ، وحرمت الحمار من مخلاة التبن وحفنة الشعير ، وجلس تحت الحمار يشعر بمرارة الذل الذي رآه منذ اقترن بتلك السادية الظالمة ، وما رآه اليوم يعادل كل ما مضى من العمر الماضي
وفيما هو في شدة مرارته وحزنه بال الحمار عليه ، فلم يستطع الصبر ، وأحس بقوة هائلة ، فنزع هراوة الفأس ونزل ضربا بالحمار بلا رحمة ، فأتت أم أحمد على الصوت تصرخ بوجهه: ماذاجرى لك يا مجنون ؟؟؟ فأحس أن التي تكلمه نملة أو صرصارا..!!! وترك الحمار يئن بأوجاعه ، وهوى عليها يضربها ضربا مبرحا ، وهي تركض أمامه تصرخ وتولول لعل أحدا يخلصها من بين يدي ذلك المجنون ، ولكن شماتة الناس كانت بها أكبر من ضربات الهراوة التي تقصفها بلا هوادة ..!!
ومن يومه صار أبو أحمد سيد البيت ، وسحب كل الصلاحيات من يدها ، ولم تعد تناديه إلا (سيدي أبو أحمد...!!
اليست أم أحمد هي إسرائيل ، وأبو أحمد الأنظمة العربية والإسلامية... وأن بول الحمار هو الاعتداء النجس على غزة ؟؟؟
ولكن أبو أحمد تحرر من الإهانات،وأعاد الأمور إلى نصابها،وبقيت الأنظمة والأمة (مطرح ما.....شنقوه) كما يقولون..
لقد ثار البليد وعندما أحس بذرة من الشجاعة احتقر نفسه لأنه استسلم لجبروت تلك المرأة ، وتبين أنها قشرة لمّاعة مغشوشة كاذبة وسقطت مع اول عين حمراء......!! متى نكتشف أن إسرائيل وهم كاذب صنعناه ؟.

فيصل مختار
Minnesota, USA