تناولنا في مقالات سابقة شكوى الشوارع ، والإساءة التي تتعرض لها من خلال السلوكيات غير المسؤولة من قبل البعض ، وفي هذا المقال نحاول ان نتناول التغير المفاجئ الذي حل على شوارعنا التي تألقت بسمتها خلال الأسابيع الماضية ، ونتساءل عن السبب في ذلك؟
شهدت شوارعنا خلال الأسابيع المنصرمة تحولا سريعا ومذهلا من حيث النظافة والإضاءة غير الغير العادية ليلا ، والسبب في ذلك أمر بديهي يدركه جل المجتمع الجيبوتي وهو عيد الاستقلال المجيد الذي حلوله عاملا يدفع الجميع ببذل قصارى جهدهم لتجميل الشوارع والبيوت والطرقات وإضفاء ألوان براقة من الإصباغ على الأرصفة ، وفي خضم في هذه الحملة نجد ان فرق البلدية التي يشكل العنصر النسوي هو الغالب في اغلبها تبذل هي الأخرى مجهودا استثنائيا في تنظيف الشوارع والساحات العامة بشكل ينسجم مع لمعان العاصمة بمناسبة عيد الاستقلال المجيد ، ومن المذهل أيضا ان يتحلي المارة ومستخدمي الشوارع بروح المسئولية بشكل مؤقت ، ويتساءل البعض قائلا من أين لنا هذا الجمال كله وهل تبقى شوارعنا بهذا الجمال والرونق والإضاءة . وكيف اكتسبت هذا اللمعان السريع وقد كانت تعاني قبل شهور قليلة بالإهمال والإساءة بترك المخلفات على أرصفتها إلى حد غير صالحة للاستخدام. بدون شك ان سبب هذا التحول الايجابي والمؤقت لأوضاع نظافة الشوارع ورونق الأماكن العامة والذي نأمل ان يدوم هو حلول شهر يونيو.. شهر الاستقلال والحرية الذي يجعل الغيرة الوطنية لدى الجيبوتي بما تعنيه هذه الكلمة من القيام بكل ما من شأنه يضمن النهوض البلاد بما ذلك جمال شوارع عاصمتنا ، أملنا أن يظل المواطن على هذا الوعي لتبقى شوارعنا جميلة ليس في يونيو وحدها بل وعلى مدار الشهور الأخرى من السنة . كما نأمل من الجهات المعنية أن تواصل هذه الجهود المحمومة للحفاظ على لمعان مدينة العاصمة .
عاشت جمهوريتنا ..وعاش الشعب والقيادة ..وليكن هدفنا دائما نحو التقدم والازدهار والتطور.

فارح وابري وعيس