أكدت دراسات أجريت علاقة لغة الأم بنجاح الفرد في مشواره التعليمي والمهني في المستقبل ، ولغة الأم والحفاظ عليها تعكس حفاظ أهلها على ثقافتهم وتراثهم بل وكيانهم ومكانتهم ، وإدراكا لهذه الأهمية أسس مثقفون صوماليون نادي الكتاب الصوماليين في لندن ، على غرار نوادي الكتاب المنتشرة في دول العالم ، و لمعرفة المزيد عن تاريخ هذا النادي ونشاطاته وادارته الجديدة التقت القرن برئيس هذه الإدارة السيد / أدن حسن أدن في مقر النادي وأجرت معه هذا الحوار:-

القرن / نود لو تلق الضوء على تاريخ نادي الكتاب الصوماليين ؟

رئيس النادي/ لقد تم تأسيس نادي الكتاب والآدباء الصوماليين أواخر القرن العشرين، وتحديداً سنة 1997 في لندن من قبل خبراء وكتاب صوماليين وعلى رأسهم الدكتور/ محمد طاهر أفرح، وفي عام 2003 تم نقل مقر النادي من العاصمة البريطانية إلى جيبوتي، ولدى النادي فروع في بلدان مختلفة منها النرويج ، مقديشو، لندن وفي كافة البلدان التي يعيش فيها الصوماليون ،وقد افتتح مؤخرا مكتب للنادي في إقليم أوجادين الصومالي التابع لإثيوبيا ،ويهدف النادي إلى :-
-نشر المعرفة والثقافة والوعي.
-دعم وتنمية قدرات الكتابة لدى الشباب.
-الدفاع عن حقوق الكتاب والمؤلفين وحرية الرأي.
وعلاوة على ذلك يعتبر النادي مركزا لإلتقاء الكتاب والآدباء والفنانين وحملة القلم بشكل عام.

القرن/ عينت رئيسا لنادي الكتاب الصوماليين ، كيف تنظر إلى هذه المسؤولية الجديدة ؟

رئيس النادي/ القيام بمسئوليات وأعمال النادي ليست جديدة على كاهلي، لأني قبل أن أكون رئيساً للنادي كنت أمينه العام منذ 2006، ومع ذلك المسئولية الجديدة تتطلب مني أن آتي بأفكار جديدة وأضيف شيئاً على ما سبق إنجازه ، وهي مسئولية ليست بالهينة، ولكن مهما كان الأمر سيعقد النادي مؤتمره السنوي أواخر هذا العام ونحن بصدد إعداده، وستشارك فيه وفود من كل الدول التي للنادي فيها فرع أو ممثلين، وهناك سيتم انتخاب رئيس جديد للنادي واللجنة التنفيذية بشكل رسمي ، ويمكنكم اعتباري رئيساً في الفترة الانتقالية ومعداً للمؤتمر القادم والذي تم تأجيله أكثر من مرة لأسباب مالية، وسيعقد هذا المؤتمر الكبير بالتعاون مع أصدقاء النادي وعلى رأسهم وزارة الإعلام والثقافة الجيبوتية .

القرن/ بإعتبارك رئيسا جديدا للنادي خلال هذه الفترة الانتقالية ، هل من جديد في أجندتكم ؟

رئيس النادي/ سيضاعف النادي جهوده لدفع عجلة الصداقة بين الكتاب والمؤلفين والأدباء والفنانين، وكل من يكتب بالحروف الصومالية من كل الجنسيات، لأن هناك من الأجانب من يهتم باللغة الصومالية ، وثقافتها و تراثها، وأن نسعى إلى تقوية الروابط بينهم.
- سنزيد من قوة وفاعلية النادي بإعتبار هذا المقر مقرا رئيسيا وسنحاول إيجاد له موظفين خاصين للقيام بأعماله ، ولربط المقر بالفروع بشكل أفضل ومتواصل لتكون أنشطتنا وأعمالنا منسقة ومنظمة ومعروفة للجميع.
-سنحاول إضافة إلى موقع النادي على الانترنت ، استحداث جريدة إلكترونية باللغة الصومالية لتكون اللسان الناطق باسم النادي.
-سنحاول جذب الأساتذة والمدرسين وخاصة أساتذة الجامعة إلى النادي ليكونوا أعضاءً ناشطين لهم دور في إدارة النادي والأعمال التي يقوم بها.
-سنستمر في إعداد المسابقات والبرامج التي كان ينظمها النادي.

القرن/ ما دور النادي في حل قضايا الصومال؟

رئيس النادي/ برغم أن النادي خاص بالمثقفين وليس له علاقة بالسياسة والسياسيين إلا أن دوره دور مهم وبارز لا يمكن الاستغناء عنه في كل القضايا ، لأن دوره دور توعوي، وفي أي مؤتمر يعقد للقضية الصومالية يشارك فيه النادي بمبادئه التي تدعو إلى التسامح والمساواة والسلام والتعايش وتحقق الأخير ليس صعب المنال، وللعلم ينضوي تحت لواء النادي أعضاء تختلف توجهاتهم السياسية ومع ذلك بينهم تعاون وصداقة، والتسامح والتفاهم هو شعارهم، لذلك نحن كنادي للكتاب الصوماليين نسعى دائماً لنشر فكر التسامح، وليس للنادي في السياسة مجال، ونراعي المبادئ العامة للثقافة والتقاليد الصومالية، بالإضافة أن هذا النادي أسس ليستظل به كل من يكتب بالصومالية وهذا يعني أن من أعضاء النادي كل من يهتم باللغة الصومالية وثقافتها سواءً كانت أصولهم صومالية أو أجنبية وليس خاصاً بالصوماليين، ولهذا اختير جيبوتي مقراً له وعينت رئيساً له مع أنني جيبوتي .

القرن/ كيف تقيم سير العمل في النادي؟

رئيس النادي/ أعمال النادي وإنجازاته أكبر من حجمه وعمره، وخاصة بعد نقل مقره إلى جيبوتي، حيث رفعنا شعاراً يقول (مؤلفات مكتوبة بلغة الأم) وبذلك قام النادي بتشجيع أفراد المجتمع الصومالي أينما كانوا بكتابة اللغة الصومالية أي لغة الأم، وأن يفضل أعضاء النادي الكتابة بالصومالية مهما كانت ثقافتهم سواء كانت إنجليزية أو عربية أو فرنسية.
وهذا الشعار أحدث تغيراً ملحوظاً في الكتابات الصومالية ولهذا نسمع صدور كتاب بلغة الأم شهرياً و في مناطق مختلفة، ومن الخطوات المحسوبة للنادي نشاطه المتميز في مجال توعية المجتمع والشباب وخاصة في توعية المجتمع بأهمية لغة الأم، وهويتنا وثقافتنا، وهذا ما أدى إلى رفع مكانة الكتاب باللغة الصومالية، وزاد احترامهم أينما كانوا.
-ونظم النادي ولأول مرة معرضاً عالمياً للكتب في قصر الشعب عام 2006 والذي شاركت فيه شركات مختلفة من السويد - بريطانيا - الصومال وشركات أخرى مهتمة بالمطبوعات، كما عرض فيه كتباً بلغات مختلفة ، وهذا العمل كان بمثابة تحريك مياه راكدة، وتلاه معرض آخر نظمناه في محافظة علي صبيح في 2007، وبعدها أصبح تنظيم المعارض عرفاً يسير عليه الجميع، ونظم في العام الماضي في هرجيسا وفي هذا العام أيضاً وبذلك صار النادي قدوة في هذا المجال ، حيث اتصلت بنا جامعة (جكجكا) لنقدم لهم خبراتنا في مجال المعارض لينظموا بدورهم ،وقد زارنا مؤخراً نائب رئيس الجامعة بهذا الخصوص، بالإضافة أننا نعقد ندوات و نعد برنامجاً شهرياً يبث عبر التلفزيون بعنوان ( aqoon wadaagتبادل المعرفة ) وهو برنامج توعوي تثقيفي يتم فيه انتقاء أحد الكتب وعرضه ومناقشته، كما أن نشاطاتنا أيقظت الحماس في نفوس الكثير من الشباب، مما أدى إلى ظهور جمعيات ونوادي صغيرة شبابية في عدة مناطق منها هرجيسا ودريدوا تهتم بالقراءة والكتب والمؤلفات .

القرن/ لا شك أن نادي الكتاب الصوماليين عضو في نادي الكتاب العالمي، كيف تصف لنا مكانته ؟

رئيس النادي/ يحتل نادي الكتاب والأدباء الصوماليين مكانة متميزة في نادي الكتاب العالمي، وذلك بعد تقييم أداءنا وأنشطتنا السنوية، ولهذا كلفنا نادي الكتاب العالمي بأن نقوم بتدريب نوادي الكتاب في القارة الإفريقية، وقد دربنا في عام 2008 مبعوثين من نادي الكتاب المصريين ،وفي العام الماضي كان في استضافتنا نادي الكتاب الكينيين، وأستطيع القول أن نادي الكتاب الصوماليين يلعب دوراً قيادياً في القارة الإفريقية.

نبذة عن رئيس نادي الكتاب الصوماليين آدن حسن آدن

- خريج جامعة نواكشوط
- كلية العلوم القانونية والاقتصادية
- كلية الآداب والعلوم الإنسانية شعبة اللغة الإنكليزية في 2002
- ماجستير في الدراسات الإستراتيجية والدولية جامعة ( مالايا) الماليزية في 2009
- مدرس لغة انكليزية في 2005
- باحث في مركز الدراسات والأبحاث في جيبوتي
- في عام 2009 أصبح مشرفاً على المختبر اللغوي في المركز الدراسات والأبحاث
- أمين عام نادي الكتاب الصوماليين في الفترة ما بين 2006 -2010
- في مايو 2010 عين رئيسا لنادي الكتاب الصوماليين.

نبيهة عبدو فارح