في مثل هذا الوقت من كل عام تشهد حركة السوق انتعاشا كبيرا مرده إقبال الناس بكثافة على شراء متطلبات عيد الفطر المبارك وفي مقدمتها الملابس ولعب الأطفال التي تحول ساحة محمود حربي وكل الأزقة المؤدية إليها إلى سوق مفتوح على مدى 24 ساعة خلال سبعة أيام تسبق العيد تكتظ فيها هذه المنطقة بالباعة والبضائع والمتبضعين ورغم افتتاح الكثير من محلات الملابس والمعارض والمراكز التجارية إلا أن هذا السوق المعروف بــ(باكوتيه) تبقى الوجهة الرئيسية لشراء حاجيات العيد لغالبية الأسر، كما أنها هي الأخرى بدأت تشهد الكثير من التطور مستفيدة من الانفتاح الاقتصادي والتجاري الذي تنتهجه بلادنا حيث بدأت البضائع التي تعرض في هذا السوق تشهد تنوعاً كبيراً سواءً من حيث الجودة أو الأسعار أو الإنتاج فهنالك الآن إلى جانب المنتجات الصينية والتايلاندية والفرنسية التي كانت شبه محتكرة للأسواق الجيبوتية هناك منتجات تركية وسورية،واسبانية كما اقتحم عالم تجارة الملابس تجار جدد لم يكونوا في هذا السوق من قبل ما فتح الخيارات أمام المستهلكين وفرص شراء ما يناسب ذوقهم ويتناسب مع جيوبهم وللوقوف على حركة السوق وجديدها في هذا الموسم قمنا بجولة في ساحة محمود حربي وسوق الملابس.

محلات الفوط

تعتبر الفوطة من أكثر الملابس التي يتم الإقبال عليها وشرائها في جيبوتي بمناسبة العيد، إضافة إلى كونها الزى الشعبي الرئيسي في البلاد.
وتشهد محلاتها انتعاشاً كبيراً مع حلول عيد الفطر المبارك وكذلك عيد الأضحى، فتعرض محلاتها أفخر وأغلى الأنواع وإن كان المعروض من الفوط ينحسر في الآونة الأخيرة بــ b.h.s) ) التي تشهد رواجاً كبيراً وبحسب أحد المحلات هذه الفوط التي تربعت على عرش منتجات الفوط لا تحمل الكثير من الجديد ويضيف وهذه أحد الأسباب التي جعلت: سوق الفوط لا يشهد انتعاشاً كبيراً على عكس ما كان عليه الحال في الأعوام السابقة، وكذلك بقاء أسعار هذه الفوطة بالذاتb.h.s) ) على حالها دون أن تكون أن هناك إضافات في صياغها أعتقد أنه أوجد بعض العزوف عن الإقبال عليها، كما أشار إلى أن حركة السوق بشكل عام جيدة وإن لم تكن بمستوى العام السابق.
محل هاي بي بي لملابس الأطفال

الأطفال وملابسهم الجديدة رمز العيد وبسمته ويصبح شراء ملابسهم الهم الأول لجميع الأسر التي تثقل هذه المهمة كاهل بعضها فتراهم يفدون إلى السوق مجموعات تلو مجموعات ويندر أن يخلو عنهم السوق في الليل أوالنهار فكل يلبس أطفاله حسب طول يده أو قصرها ولكنهم جميعاً يشترون ملابس العيد مهما كانت الظروف.
ومحل هاي بي بي يعد الأكثر اكتظاظاً في سوق (باكوتيه) علمنا منهم أنه رغم ما يقال عن هذا العام من ضعف القوة الشرائية إلا أنهم لم يلحظوا الفرق بين العام السابق وهذا العام فالإقبال على المحل شديد حيث لا يفرغ من المشتريين في ساعة من ليل أو نهار وفيما يتعلق بما يقال عن غلاء أسعار الملابس عندهم أخبرونا بأن لديهم أسعار مختلفة من 2000 إلى خمسة آلاف وأن بضائعهم تتميز بالجودة وأغلب الملابس التي لديهم هي من منتجات تركية وإسبانية وسورية,
محل ما شاء الله للملابس الرجالية

لم نجده مكتظاً كما هو الحال في هذا الوقت من كل عام فسألناه عن السبب وما إن كان للأمر علاقة بغلاء الأسعار نفى تماماً بأن يكون السبب غلاء الأسعار فالأسعار في محله تبدأ من 1000 ولا تتجاوز 4000 وأشار إلى أن تزامن العيد مع العطلة الصيفية هي السبب فكثير من الجيبوتيين الذين خرجوا للاصطياف في البلدان المجاورة لم يعودوا بعد والبعض الآخر حمل احتياجاته للعيد من البلدان التي قضوا فيها عطلة الصيف وتوقع أن يشهد السوق تحسناً كبيراً في اليومين القادمين.
المتبضعون

رغم وجود بعض التفاوت بين حجم الإقبال على سوق الملابس بشكل عام هناك إقبال الكل يشتري وإن لم تكن مشاكل كبيرة في الأسعار فكثرة البضائع وتنوعها يمكن أن يوجد خيارات ويعالج أي مشكلة إلا أن هناك إعادة لعرض البضائع التي كانت معروضة في العام السابق دون أي تغيير في الأسعار والبحث عن الجديد والأفضل هو الأمر المتعب الذي يواجهنا وكان لهذا التزامن بين العيد وافتتاح المدارس وما يترتب على ذلك من أعباء أثره الكبير على حركة التبضع لدى الناس ما جعلهم يحدون من اندفاعهم على الإكثار من التسوق.

جمال أحمد ديني