إن المستجدات والأحداث اليومية التي تصادف الفرد أو الإنسان أينما وجد ، لهي أمر يستوجب وقفة تأمل ، وذلك لأن الأفراد ، دائما ، ما يمرون بساعات أو أوقات ثمينة ، دون الشعور بقيمتها وإحترامها ، وفي هذا الصدد فإنه لابد من الإشارة إلى أهمية التخطيط اليومي المستمر الهادف ، انطلاقاً من أن هذا التخطيط الضروري إنما يمر بمراحل قد تتطلب عملية حسابية وتدقيقاً وتحديداً بأساليب إدراكية، فلا شك أن مفهوم أو عملية معرفة التخطيط أضحت مطلباً ضرورياً ينبغي تحديده وتوضيحه فالتخطيط ..كما هو معروف ، عملية مدروسة بأسس دقيقة لها بداية ونهاية ، إذ أنها عملية يومية مستمرة فالفرد أو الكائن البشري أياً كان نوعه عادة ما يبدأ حياته الطبيعية والعملية مع طلوع الشمس ، فهو يباشر أموره الحياتية في الصباح الباكر ، مجهزاً بكل الوسائل المهيأة والمتاحة التي في متناول يديه .
و إذا كانت الوسائل العصرية الحديثة ، قد توفرت اليوم للأفراد بكل ما تحتاج إليهم معيشتهم اليومية ، فإن المقومات والظروف الحيايتة الحاضرة قد إختلفت عن سابقاتها التي كانت سائدة في عصر الحياة البدائية والسؤال المطروح هنا ، هو لماذا اختلفت الحياة حالياً عن سابقتها في العصور المنصرمة ، الإجابة عن هذا التساؤل البسيط ، تقودنا إلى أن نشير ونؤكد أنه توجد هنالك جملة من المسببات والظروف التي أتاحت أن يعيش الفرد في أزهى عصوره الذهبية في وقتنا الراهن والتي أدت بدورها إلى عصرية الإنسان ، انطلاقا من الاكتشافات والنهضة الصناعية والتكنولوجيا الحديثة ، بالإضافة إلى البحوث الميدانية والدرسات العلمية التي كانت وراء ظهور الحداثة والتجديد في كل الأمور الحياتية ، بما فيها توفير سبل الراحة والترفيه للشخص المعاصر، وبالتالي ، فقد أصبحت المستويات المعيشية الراهنة والحاضرة ، تقوم على أسس وأساليب علمية متطورة ومنهجية ، مما جعل مواكبة سير الحياة والسعي نحو الأفضل سمة غالبة .
ومن هذا المنطلق فإن هذا السير المضمون يساعد الفرد المعاصر على مواصلة حياته بشكل عملي ومواجهة التحديات والعقبات التي تعترض طريقه بكل جدية .
وبالتالي فإن التأقلم مع التطورات والأحداث اليومية التي يعيشها أي فرد منا يستدعي الالتزام بمبدأ التخطيط والتطبيق الفعلي والعملي له في حياتنا اليومية مما من شأنه أن يضمن الاستمرارية والهناء بحياة كريمة مكتملة الجوانب .

درار إدريس