يحظى تحسين الرعاية الصحية للأم والطفل باهتمام خاص من قبل الحكومة في رسم السياسات والإستراتيجيات الهادفة إلى تطوير الأوضاع الصحية للأسرة ، لأنها حجر الأساس في موضوع تلبية حاجات المجتمع الصحية ، ولتحقيق الأهداف المنشودة في هذا المجال عمدت وزارة الصحة إلى جعل صحة الأم والطفل إحدى أبرز أولوياتها ولذلك قد تم إعطاء اهتمام خاص لصحة الأم والجنين بدءا بفترة ما قبل الوضع وأثناء الولادة وبعدها ولكي يتسنى متابعة صحة الأم خلال فترة الحمل والولادة تم تحسين فرص الحصول على الخدمات الطبية الأساسية والأدوية من خلال تشييد مزيد من المراكز الصحية في جيبوتي العاصمة والأقاليم الداخلية وإعادة تأهيل المراكز الموجودة وتزويدها بعمال مؤهلين أكفاء وبالمعدات والأدوية اللازمة لتحسين الرعاية الصحية التي يتم توفيرها للأم والطفل من أجل خفض وفيات الأمهات والأطفال وقد أسفرت الجهود التي بذلتها الحكومة في مجال صحة الأم والطفل عن العديد من الإنجازات ومن أبرزها انخفاض وفيات الأطفال من99 لكل 1000 حالة ولادة ، لتصل إلى 67 لكل 1000 حالة ولادة . وتعزيز حملات تلقيح الأطفال والنساء الحوامل ورفع الوعي الجماهيري بأهمية هذه التطعيمات من خلال دورات إعلامية تنظم في عموم أرجاء البلاد وتستهدف هذه الدورات أيضاً تزويد الأمهات الحوامل والمرضعات بالتطعيمات اللازمة . وأحرز برنامج تطعيم الأطفال دون سن الخامسة لتحصينهم ضد الأمراض المختلفة وأبرزها شلل الأطفال والسل والدفتيريا و الكزاز والسعال ألديكي والتهاب الكبد (ب) والحصبة حيث ارتفعت نسبة التطعيم ضد شلل الأطفال من53 % في عام 2002 لتبلغ 89 % في عام 2009 في حين بلغت نسبة التطعيم ضد الحصبة 87% من إجمالي الفئات العمرية دون 15 عاماً في عام 2008 ، ووصلت نسبة تطعيم الأطفال ضد التهاب الكبد الوبائي ( ب) والكزاز في عام 2008 إلى 85% ويستهدف هذا البرنامج الموسع للتطعيم القضاء على شلل الأطفال بصورة نهائية بحلول عام 2011 , والحصبة والكزاز بحلول عام 2015 ولمحاربة أمراض سوء التغذية تم تنفيذ البرنامج الوطني للتغذية الذي تشرف عليه وحدة خاصة به في مختلف المراكز الصحية ، وتحققت الأهداف المرتبطة بخفض وفيات الأمهات والأطفال في الحضر والريف على حد سواء. وفيما يتعلق بالصحة الإنجابية تم القيام بخطوات عديدة ومنها تعزيز مكافحة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث ، بلورة إستراتيجية حول تنظيم النسل والتخطيط الأسري ,كما تم إنشاء مركز مرجعي في مجال الصحة الإنجابية ، ورفع الوعي الصحي لكيفية تجنب الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً وهو من الأمور الهامة للصحة الإنجابية وتم تبني برنامج وقائي يهدف إلى الحيلولة دون انتقال هذا الفيروس من الآباء والأمهات إلى الأطفال .
ولتحسين الرعاية الصحية للأم والطفل تبني مشاريع واستراتيجيات في هذا المجال وإنشاء إدارات مكلفة بتنفيذ ومتابعة هذه الإستراتيجيات ومنها إنشاء إدارة لبلورة وتنسيق الأنشطة والبرامج المرتبطة بصحة الأم والطفل وإنشاء لجنة وطنية لتسيير الإستراتيجية الوطنية للطفولة التي تضطلع بمهمة رسم السياسات المتعلقة بتنمية وحماية حقوق الأطفال ، وتتشكل من ممثلين للدوائر الحكومية والمؤسسات المعنية بحماية وتنمية الطفل وذلك لتنفيذ الخطة العشرية للفترة 2011-2015 التي تستهدف اعطاء دفعة جديدة للبرامج والأنشطة بشأن حماية ورعاية الأطفال كالسياسة الوطنية من أجل التنمية المتكاملة للطفولة وخطط العمل في مجال الصحة والتربية والتعليم وهذا يؤكد على التزام الحكومة بتوفير الحماية اللازمة للأطفال والمضي قدماً في تنفيذ السياسات والإستراتيجيات الهادفة إلى ضمان المصلحة العليا للطفل .
وتبني مجلس الوزارء مشروع مرسوم ينظم وضع وعمل مستشفى دار الحنان للولادة الذي يعد مؤسسة عامة تعني بتقديم الخدمات الطبية في مجال الولادة ويساهم المستشفى أيضاً في المساعي المتعلقة بتدريب القابلات وإجراء الدراسات والأنشطة الرامية إلى تعزيز صحة الأم والطفل والتربية الصحية ويستهدف هذا المشروع تعزيز الإطار المؤسساتي لمستشفى دار الحنان وتعزيز استقلاليته بغية تمكينه من تحسين نوعية الخدمات الطبية التي يقدمها مما سيكون له أثر بالغ في خفض وفيات الأمهات وهذه الإنجازات والإستراتيجيات في مجال صحة الأم والطفل من شأنها أن تمكن بلادنا من تحقيق أهداف الألفية الإنمائية .

عبد السلام علي ادم