قال ما يكل شوبر أحد كبار وكالة الاستخبارات الأميركية في حوار له في برنامج على قناة أوتي ف ( يمكن لثلاثمائة مليون أمريكي أن يستيقظوا غداَ كي يكتشفوا أن زعيماً أجنبياً هو بنيامين نتنياهو قد قادهم إلي حرب مع إيران وربما يؤدي هذا أيضاً إلي حرب بين أمريكا ومعظم العالم الإسلامي محذراً بذلك من حالة الخضوع للضغوط الإسرائيلية التي تعاني منها الإدارة الأميركية .
وأضاف ( لا قيمة لإسرائيل على الإطلاق قيما يخص المصالح الأميركية فهي لا تنتج شيئاً تحتاج إليه ولا تعطينا شيئاً نحتاج إليه ولا يعود علينا منها سوى أنها تجرنا إلي حرب دينية تسعى إليها مع الإسلام " وقد كشفت وثائق مركز محفوظات الأمن القومي أنه بعد ساعات على وقوع اعتداءات 11سبتمبر 2001 طالب رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي آنذاك الحصول على حجج تظهر علاقة مفترضه بين النظام العراقي السابق وزعيم تنظيم القاعدة , وقد أقرت الولايات المتحدة لاحقا أنه لا علاقة للنظام العراقي السابق بهجمات الحادي عشر من سبتمبر ومع هذا مضت في خطتها لغزو العراق , وفي مذكراته اعترف توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق أنه " لم تكن هناك أي براهين على علاقة العراق بالقاعدة أو على امتلاكه أسلحة دمار شامل " إلا أن قرار غزو العراق كان متخذاً في اليوم الأول لاستلام بوش الإبن وفريقه مقاليد الحكم فهل يجب أن تنتظر في كل مرت تقاعد أحد المسؤولين عن اتخاذ قرار خطير لشن الحروب حتى نعلم الهدف الحقيقي وراء تلك الحروب والتي تم إلباسها في حينها لبوساً يتم تضخيمها والترويج لها من أجل تبرير العمل العسكري المتخذ لأهداف وأغراض مغايره تماماً؟
والسؤال الأهم هو : لماذا لا يجرؤ مسؤولون غربيون يتولون قيادة الأمر في بلدانهم على قول الحقيقة والتصرف وفق ما تقتضيها أم أنهم يصبحون في مثل لحظة غزو العراق منقادين لقوي أخرى لا يجرؤون على مواجهتها وينفذون قراراتها وذلك لأن هذه القوي قد تزعزع مواقع مسؤولياتهم وربما تنهي وجودهم السياسي بذريعة أو بأخرى؟ ثم من الذي يدق طبول الحرب ضد إيران ويؤجج احتمال شن الهجمات عليها أو على لبنان كلما لاح احتمال التسوية السلمية في الأفق؟ وما مصدر إثارة الكراهية ضد المسلمين ( الإسلامو فوبيا)وما علاقة ذلك بما تحاول إسرائيل تحقيقه من قتل وتهجير وتطهير عرقي وديني للمسحيين والمسلمين العرب بهدف تحقيق يهودية الدوله كما يروجون؟هناك عاملان أساسيان يجب الإشارة إليهما الأول : هو أن ملكيه معظم وسائل الأعلام الغربيه محصورة بأيدي المتعاطفين مع إسرائيل ويحررها أناس مثلهم ولذلك أغلبية المسؤولين في الغرب لا يتجرؤون على قول الحقيقة حين يتعلق الأمر بجرائم إسرائيل وقد يهمسون في غرفهم المغلقة عن حقائق العنصرية الإسرائيلية أو يكتبون في مذكراتهم بعد أن يغادروا مواقعهم ويصبحوا مسؤولين سابقين ويصبح أمراً نادراً أن يكون هناك مسؤول غربي مستعد للتضحية بمنصبه من أجل إظهار الحقيقة للعالم , وحين فعلت وزيرة خارجية السويد آن ليند ذلك فقدت حياتها في ظروف غامضة ولهذا تلقى المذكرات الشخصية للمسؤولين السابقين أضواء مختلفة على ما جرى من أحداث ولكن العبرة هي في قياس قرارات ماضيه أنزلت الدمار والكوارث بملايين البشر على احتمال اتخاذ قرارات حالية تؤدي إلي إيقاع العالم في كوارث مماثلة .
الثاني : هو أن العرب ما زالوا بمجملهم يتعاملون مع الولايات المتحدة التي تهب ما قيمته مليارات الدولارات من السلاح لإسرائيل بالإضافة إلي الأموال الأميركية لتوسيع الاستيطان ودعم المستوطنين وكأنها جهة حيادية ووسيط نزيه بين العرب والأسراييليين وليس عليهم في هذا الصدد أن يمضوا ساعات في البحث عن وهم ما يفكرون به وعليهم فقط عليهم متابعة صورة وزيرة الخارجية الأميركية حين وصلت إلي فلسطين المحتلة وأستقبلها شمعون بيريز وأمسكت بيده بحنان وهي تسير على السجادة الحمراء وتنتظر إليه بمحبة ووئام, و تفعل كل ذلك و كأنها لم تسمع بالتصريحات العنصرية للحاخام عوفاديا يوسف والذي قال بمناسبة رأس السنة العبرية الجديدة "فليبتل الرب هؤلاء الفلسطينيين الأشرار الكارهين لإسرائيل بالوباء" هذه العنصرية الواضحة والتي تترجم إلي ممارسات بوميه ضد العرب في فلسطين لم نلق كلمة واحدة من مسؤول غربي يستنكر ما يجري للفلسطينيين ويدين جرائم إسرائيل بل يسعون دوماً إلي عدم تحميلها مسؤولية إجرامها .
إن أشد ما تفوهت به القوي العربية حيال إسرئيل هو " حثها على إيقاف الاستيطان " أو " تجميد الاستيطان " لمدت شهر مع أن الاستيطان غير شرعي وفق كل القوانين والقرارات الدولية وهل هناك معاملة لأي كيان خارج عن القانون يشبه المعاملة التي يلقاها الكيان الصهيوني من كافة القوي الغربية وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية؟
وتجر الأسباب والجواهر ذلك في مقال كتبه جيف غيس بعنوان : كيف سيطر اللوبي الإسرائيلي على السياسة الخارجية للولايات المتحدة حيث يوضح كيف يتم التبرع وجمع الأموال للمرشحين السياسيين في الولايات المتحدة لخدمة المصالح الإسرائيلية والوصول بمرشحيها إلي المقاعد في الكونغرس , ويضيف جيف " هنا تكمن مخاطر التحالف التي دفعت الولايات المتحدة لغزو العراق؟
هذه القراءة العمليه الاحتلال إرادة القادة الأميركيين والأوروبيين من قبل منظمة صهيونية تمتلك المال والأعلام , تدعو على الأقل إلي التأمل والتفكير وتغيير منهجيه ربط الأحداث وتحليلها واستقراء النتائج ".
عبد الرحمن حسن رياله