هل يمكننا أن نتصور حجم المشكلة إذا كان الأب أو الأم مدمنة ولنا أن نتخيل الآثار السلبية الناجمة عن هذا السلوك بحكم أن الأطفال يتأثرون بالآباء ويقلدون العادات التي تصدر من الأبوين فيقبل الأطفال على التدخين بسن مبكر ودخول سكة الإنحراف ويتسبب هذا السلوك في ترك أو العزوف عن التعليم عند هؤلاء الأطفال الذين يدخنون في سن المراهقة ولا يمكن تحديد حجم الأضرار الجسمية والعقلية والنفسية التي يسببها التدخين عند الأطفال وتصبح مسألة إقلاعهم عن التدخين صعبة لأنها متأصلة فيهم ورثوها عمن أقرب واحد للأطفال وهما الأبوين اللذان وصفهما الرسول الكريم أنهما يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه حيث ينظر الأطفال للأبوين كقدوة ومثال ويأتي المدرس والمعلم بالدرجة الثانية بعد الآباء بحيث نقل العادات والطبائع المتأصلة بحكم ملازمتهم الأطفال لفترات أطول من غيرهم ومن الأمراض الشائعة التي يتسبب بها الدخان للأطفال الالتهابات الرئوية وضيق التنفس والانسداد بالشرايين الهوائية ويكون خطر الإصابة أكثر إذا كان المكان يعني البيت أو الفصل ضيقا أو فيه سوء تهوية وإذا كان الأب أو الأم تدخن فصل على الأطفال وكبر عليهم أربعا ويمكن أن نصف المدخن بأنه فاقد الإحساس والمسؤولية ومستخف بمسؤوليته تجاه الأطفال بحكم أنه لم يقدر حجم الضرر والخطورة الناجمة عن تصرفه هذا ولو تمعنت في سلوك المدخن بشكل عام لوجدت أنه يرى الأمور ببساطة وبمقاييس أخرى واهية ولا يمكن أقناعه بترك والإقلاع عن ممارسة هذه العادة السيئة مع الاختلاف في شخصية المدخنين وعلى المستوي التعليم والثقافة والتمدن والتحضير والأخلاق إلا أن هناك قاسم مشترك بينهم يتمثل في عدم الانضباط السلوكي والاستخفاف بالمسؤولية وعدم الاحترام للآخرين وعليه ندعو إلى السادة المدخنين المحترمين إلى التفكير بجدية في الإقلاع عن هذه العادة السيئة قبل أن يتحول الأمر إلى كارثة لا تحمد عقباها وتصبح إدمانا لا يمكن التراجع عنه وقد يتساءل المدخن ما هي الأساليب أو الطرق للتحرر عن هذه العادة ونقول الجواب عند المجرب لا عند الطبيب فأسأل به خبيراً وهذا ليس عيباً ولا نقص بالشخصية . إذ النقص والعيب في عدم البحث عن الأسلوب أو الوسيلة للتخلص من هذه العادة السيئة .

فارح وابري وعيس