لاشك أن لكل مؤسسة إدارية تحتاج إلى نظم وقيم إدارية تلتزم بها وبدونها تتحول المؤسسة إلى فوضى عارمة ويشوبها الاضطراب ويصير في النهاية الفشل والضياع المصير المحتوم، كما أن الدقة والأمانة والشعور بالمسئولية هي مبدأ أساسي في العمل الإداري الناجح فإذا ما فقدت الأمانة شاع الغش والخيانة ونتجت عن ذلك أخطاء جسيمة تضر بالمصلحة العامة قبل المصالح الشخصية لأن صاحب هذه الصفة يتحايل على الأمة كلما أتيحت له الفرصة إليه وبشتى الوسائل فلا يراعي العهد ولا يحافظ على المسؤوليات الموكلة إليه مما يجعل الحقوق مهدورة، وتعتبر الخبرة شرطا أساسيا بل أهم عوامل النجاح في مجال الإدارة ولا تأتى الخبرة إلا بممارسة عملية ولا بد أيضا من توفر العلم والكفاءة، فبالعلم والكفاءة والخبرة يصبح الإداري ناجحاً وقادراً على إنجاز مهامه بصورة صحيحة وبدون قصور. ومن خلال هذه المنظومة يقيس المسئول الأمور بمقاييس ثابتة ومعايير صحيحة، وإذا لم يكن كذلك فإن الإدارة تفقد المصداقية ويفتقر صاحبها إلى الإخلاص والتفاني، كما يضطر إلى مشاورة الآخرين، وتكمن الخطورة إذا ما استعان بأناس ليست لهم أهلية أو خبرة كافية، وخلاصة القول أن الأمور لم ولن تستقيم شأنها ولن يكتب لها النجاح إلا بالعلم والخبرة والأهلية تعني التخصص المهني وتحقيق الإنصاف والعدالة، وهذا يتم إذا ما وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وعندها يتحقق التطور والازدهار للبلاد والعباد.
فارح وابري وعيس