الإخلاص من الصفات الضرورية واللازمة للقيام بأي عمل ينجزه الإنسان وتتأكد هذه الصفة عند أداء المهمة الإدارية على وجه الخصوص لأن كل من أسند إليه أمر من أمور الوطن أو شأن من شئون الأمة وكلف بشغل منصب إداري ما أو إنجاز مهمة وظيفية فلابد أن يكون صادقاً مع الله ومع نفسه ومجتمعه الذي ينوب عنه إذا كان كذلك فإنه بدون أدنى شك سيلقى رضى ربه وخالقه أولاً ثم مسئوليه والمواطنين على حد سواء بشرط أن يكون ذلك السلوك بعيداً عن التملق والرياء والتظاهر الشكلي الذي كثيراً ما نشاهده اليوم عند الإداريين والموظفين فتراهم جادين ومهتمين بشئون الإدارة والمواطن في المناسبات العامة وعند تواجد المسئولية الكبار بحثاً عن رضاهم وهذا تمويه للحقيقة وهروب عن المسئولية وانعدام صفة الإخلاص الذي هو أساس العمل الإداري في وقت تجده في الأيام العادية والأخرى في المقاهي والمطاعم ويجول وبجوب في الشوارع وقد تكدست في مكتبه طوابير من بشرية من المواطنين الذين شدوا رحالهم إلى مؤسسته لإنهاء مهمة إدارية ولعل البعض قدم من المحافظات الداخلية، إن صفة الإخلاص تمنع مثل هذه التصرفات والسلوكيات ويتصور البعض أن صفة الإخلاص خاصة بالعبادة والطاعات، والحقيقة غير ذلك إذ يجب توفر عنصر الإخلاص عند الموظفين الإداريين نحو أعمالهم ووظائفهم العادية لأدائها على الوجه الأكمل وبصورة مثالية خالية عن الرياء والتظاهر، وعليه نطالب الموظف الإداري أن يكون في خدمة المواطن العادي ولابد أن يكون مثالاً يحتذى به في الأخلاق الحميدة ويأتي الإخلاص في مقدمة هذه المنظومة الأخلاقية المطلوبة توفرها عند الموظف الإداري وقد ذكر ديننا الحنيف أن الإخلاص صوابه الجنة كما ذكر الباحثوا في شؤون الإدارة الحديثة أهمية الإخلاص في العمل الإداري غير أن المتتبع لمؤسساتنا الإدارية يجد غير ذلك فلا يخلصون أعمالهم وإنما يسعون إلى تحقيق مآربهم من جاه وسلطة وجمع الدراهم والدنانير وهذا يساعد على انتشار الفساد الإداري وضياع المصالح العامة.
فارح وابري وعيس